الأشخاص المتنقلين: كافة الأشخاص الذين ينتقلون من مكان إلى آخر لفترات طويلة نسبيا من الوقت ويحتاجون إلى معيار أساسي من الحماية. بين الأشخاص المتنقلين، قد تجد كُلًّا من: اللاجئين/ات، وطالبي/ات اللجوء، والنازحين/ات داخليا وخارجيا، والمهاجرين/ات، والمهاجرين/ات غير المسجلين/ات، ولاجئي/ات المناخ، والأشخاص في المهجر/ والشتات، والمهاجرين/ات غير النظاميين، والمزيد.
مصر
مصر تبعد سودانيًّا، ومواطن مصري في غزة ينشر استغاثة لإعادته، ومقتل طفلة سودانية على الحدود المصرية، وآلاف السودانيين يغادرون مصر للعودة إلى السودان رغم الحرب
نشرت الجريدة الرسمية في العدد 222 الصادر يوم الأربعاء، قرارا لوزارة الداخلية، يتضمن إبعاد سوداني خارج البلاد، تنص المادة الأولى من القرار رقم 1766 لسنة 2024، على أنه يُبعد خارج البلاد لأسباب تتعلق بالصالح العام المدعو علي نور زهير علي نور (سوداني الجنسية – مواليد 16/12/1972).
وفي سياق آخر، نشر المواطن المصري (محمود جمال عبد المنعم عبد اللطيف سيف النصر) استغاثة مصورة، بيَّن فيها أنه عالق في قطاع غزة منذ بدء العدوان الصهيوني، ولا يستطيع العودة إلى مصر مع أسرته، ورفضت السلطات المصرية عبوره إلى مصر لأن اسمه لم يُدرج على قوائم العابرين، ورغم محاولات والدته في مصر مخاطبة الجهات المختصة لإعادة مواطن إلى بلده، فإن التسويف كان سيد الموقف، إلى أن أُغلق المعبر منذ احتلال قوات الجيش الإسرائيلي للجانب الفلسطيني منه، ليظل سيف النصر حبيس القطاع إلى الآن.
وعلى الحدود الجنوبية، ومع استمرار تشديد ظروف عبور النازحين السودانيين إلى مصر، لقيت طفلة مصرعها على يد وأصيب والدها برصاص قطاع طُرق، قرب الحدود بين السودان ومصر, وذلك بحسب ما قاله عمها، فيما أكد شهود عيان لـ”العربية.نت” أن مراسم تشييع الطفلة المغدورة سهير عارف جرت بمدينة عطبرة يوم الاثنين الماضي.
وغادرت الطفلة سهير برفقة والدها ووالدتها وشقيقيها متجهين إلى مصر. وعندما توغّلت العربة داخل الصحراء القاحلة، لاحظ قائد المركبة عصابة مسلحة تقف بعيدًا على الطريق. وعلى الفور استدار السائق ليعود بالعربة، في محاولة للنجاة بنفسه وبالركاب، إلا أن العصابة أطلقت وابلًا من الرصاص على مؤخرة العربة، فأصابت إحدى الطلقات ركبة الأب، وأحدثت أخرى جروحًا سطحية به، بينما استقرت طلقة قاتلة في بطن الطفلة سهير.
يُذكر أن “منصة اللاجئين في مصر”، قد نشرت تحقيقا بالاشتراك مع “ذا نيو هيومنيتاريان” عن أماكن الاحتجاز السرية في مصر، ومخاطر الرحلة، وتعرض السودانيين لمخاطر عالية بسبب تشديد القيود على الحدود المصرية السودانية.
وفي تقرير لموقع “الجزيرة نت” يعود آلاف السودانيين من مصر، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، أو صعوبات الالتحاق بالتعليم، وبحسب ناشطين في أسوان تحدثوا للجزيرة نت، فإن مئات السودانيين الذين عجزوا عن توفير تكلفة الرجوع للمهربين سلموا أنفسهم للجيش المصري بنقطة “أبو سمبل” وحظوا مقابل ذلك بتسهيلات كبيرة، إذ وفر الجيش المصري حافلات نقل والتزم بتأمين العائدين حتى معبر “أشكيت” بوادي حلفا مقابل 200 جنيه مصري فقط للفرد، بينما كان المهربون يطالبون بنحو 5 آلاف جنيه (100 دولار تقريبا) للشخص الواحد.
وفي تقرير نشرته هذا الشهر، تقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين -نقلا عن الحكومة المصرية- أنه منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، لجأ 1.2 مليون سوداني إلى مصر، وهذا أول تحديث لتقديرات الحكومة المصرية لعدد الوافدين منذ مارس/آذار 2024.
ومع تزايد أعداد الراغبين في العودة، تنادى عدد من الشباب والناشطين السودانيين في مصر لتنظيم مبادرة حملت عنوان “راجعين لبلد الطيبين” تأسست لمساعدة الأسر الراغبة في الرجوع بتوفير قيمة تذاكر السفر وتنظيم عملية النقل وخصوصا للذين دخلوا مصر بطريقة غير قانونية.
فلسطين
محققون أمميون يتهمون إسرائيل بالسعي إلى تدمير النظام الصحي في غزة، والأورومتوسطي: شمال غزة يتعرض إلى واحدة من أعنف حملات الإبادة الجماعية، وهجوم جديد على مركز إيواء خلف 26 شهيدا
اتهم محققون من الأمم المتحدة، الخميس الماضي، إسرائيل باستهداف النظام الصحي في غزة عمدًا وقتل وتعذيب عاملين في المجال الطبي، معتبرين أنها ارتكبت “جرائم ضد الإنسانية”. وقالت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل في بيان “نفّذت إسرائيل سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة كجزء من هجوم أوسع على غزة”. وأضافت أن إسرائيل ارتكبت “جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة من خلال الهجمات المستمرة والمتعمدة على العاملين الطبيين والمرافق الطبية”.
نشرت اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء وأنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مايو/أيار 2021 للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي المحتملة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، تقريرها الثاني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول قبل عام من اشتعال فتيل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل والرهائن في غزة، متهمًا إسرائيل والفصائل الفلسطينية بـ”التعذيب” والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من كارثة إنسانية غير مسبوقة مع إطباق الاحتلال الإسرائيلي حصار مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي (البيان بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول)، وتصعيد وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك، بارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتهجير القسري واسع النطاق.
وطالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، بالتدخل الفوري والحاسم لإنقاذ عشرات آلاف السكان الذين يتعرضون لواحدة من أعنف حملات جريمة الإبادة الجماعية التي شهدها القطاع.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان له إن القوات الإسرائيلية أحكمت حصارها على مخيم جباليا والأحياء الشرقية والشمالية المحاذية له، مثل تل الزعتر والسكة وبيت حانون وبيت لاهيا، إلى جانب التمركز في الجزاء الغربية وصولًا لمقبرة يافا ومفترق التوام.
وأبرز الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يواصل اجتياح أجزاء واسعة من شمال غزة منذ مساء السبت الماضي 5 أكتوبر/تشرين أول الجاري، وسط شن غارات وأحزمة نارية وقصف مدفعي، بما في ذلك قصف منازل على رؤوس سكانها، ما أدى إلى عشرات القتلى والجرحى.
وتلقى الأورمتوسطي معلومات أولية عن إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة فلسطينيين، منهم امرأة ورجل وابنه خلال محاولتهم النزوح من مخيم جباليا، رغم أنهم كانوا يرفعون رايات بيضاء.
وفي تطور خطير، أبلغت قوات الجيش الإسرائيلي بإخلاء كامل لمستشفى كمال عدوان الواقع في مشروع بيت لاهيا، شمال غزة.
وحذر الأورمتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج لمحاولة تفريغ شمال غزة من سكانها، ودفعهم للانتقال القسري إلى الجنوب، إذ أصدر عدة أوامر تهجير إلى جانب إلقاء منشورات تطلب ذات الهدف.
وأكد أن تتبع عملية الجيش الإسرائيلي يدلل على أنه لا يوجد لها هدف أو ضرورة حربية، بل تأتي لاستكمال عمليات التدمير التي طالت أكثر من 85% من مباني شمال غزة، خلال ثلاث عمليات توغل سابقة، واستهداف المدنيين وإجبارهم على إخلاء المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية بالكامل.
وطالب الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ عشرات آلاف السكان شمال غزة، ووقف عملية التطهير العرقي المروعة التي تجري ضدهم، ووضع حد لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي.
جدير بالذكر أن الاحتلال يمنع وصول السولار إلى مستشفيات شمال القطاع، ما يهدد حياة الآلاف بها.
وفي استغاثة أطلقها المركز الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ذكر فيها أن الاحتلال الإسرائيلي أجبر المدنيين والنازحين على إخلاء بعض مراكز النزوح والإيواء الذين زاد عددهم عن 17,000 نازح، وذلك بسبب قصفها واستهدافها بشكل مباشر، وكذلك بسبب اقتراب آليات الاحتلال منها تمهيدًا لاقتحامها وممارسة الجرائم فيها، على غرار ما ارتكبه جيش الاحتلال سابقًا من مجازر وإراقة الدماء بكل وحشية.
وفي جريمة جديدة لجيش الاحتلال، أفاد المركز الإعلامي الحكومي أن الاحتلال قصف مدرسة “رُفيدة” للنازحين في دير البلح راح ضحيتها 26 شهيدًا وأكثر من 92 جريحًا غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وتابع بيان المركز، جيش الاحتلال كان على علم بأن هذه المدرسة تضم آلاف النازحين الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وقصف أحياءهم المدنية، وقام باختيار وقت القصف في وقت ذروة تحرك هؤلاء الأطفال والنساء للحصول على الغذاء اليومي لهم.
هذه المذبحة ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال “الإسرائيلي” إلى 190 مركزًا للنزوح والإيواء، وتضم هذه المراكز مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني.
سوريا
اعتقال 3 سوريين عائدين من لبنان، وارتفاع عدد الشهداء السوريين في لبنان إلى 191، واكتظاظ الفصول يعطل التعليم في مخيمات الشمال السوري
اعتقل عناصر شعبة المخابرات العسكرية التابعة لقوات النظام، 3 مواطنين على حاجز في بلدة جديدة عرطوز غرب ريف دمشق، في أثناء عودتهم من لبنان في 9 أكتوبر/تشرين الأول هربا من القصف الإسرائيلي، وجرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة، دون معرفة مصيرهم أو التهمة الموجهة إليهم.
وأشار المرصد السوري في 10 أكتوبر/تشرين الأول، إلى أن شعبة المخابرات العسكرية التابعة لقوات النظام اعتقلت مواطنًا يبلغ من العمر 34 عامًا، بالقرب من معبر الدبوسية الحدودي بين سوريا ولبنان في ريف حمص، أثناء عودته من لبنان هربًا من الغارات الإسرائيلية ودخول الأراضي السورية، وتم اقتياده إلى جهة أمنية دون معرفة مصيره وأسباب اعتقاله.
كما وثق المرصد السوري استشهاد 15 سوريا بينهم رجل وزوجته و4 من أطفالهما، نتيجة الهجمات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان خلال 4 أيام مضت، من ضمن الحصيلة سوريين فارقوا الحياة متأثرين بجراح أصيبوا بها نتيجة الضربات الإسرائيلية على بيروت والبقاع.
ليرتفع عدد الشهداء من اللاجئين السوريين في لبنان، نتيجة التصعيد الإسرائيلي العنيف والمتواصل على الأراضي اللبنانية منذ 21 سبتمبر/أيلول، وفق ما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، 191 شخصًا، بينهم 34 سيدة و50 طفلًا.
وأشار تقرير لجريدة “العربي الجديد” إلى مواجهة النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا مشكلات في إلحاق أبنائهم بمدارس المخيمات، وهو ما يحول دون إكمال قسم من التلاميذ تعليمهم، ويعزز ظاهرة التسرب المدرسي التي باتت مقلقة في المنطقة، إذ يعاني قطاع التعليم أزمات عدة أيضًا.
تحاول المدارس في المخيمات استيعاب العدد الأكبر من الطلاب، كما يوضح المدرس أسامة الدرويش، العامل ضمن المخيمات في ريف إدلب الشمالي. ويقول إن الاحتياجات تفوق القدرات بكثير. “نحن نرغب في تقديم أفضل ما لدينا. المساحة محدودة وعدد التلاميذ يبلغ الخمسين في الصف الواحد” مضيفًا: “لا يمكن استقبال المزيد. الأطفال متعطشون للتعليم، لكن لا يوجد دعم من المنظمات الدولية، ولا توجد حلول لتوسيع المدارس أو إنشاء فصول جديدة”.
ويتجاوز عدد المخيمات في منطقة شمال غرب سورية 1900 مخيم، نحو 62% منها لا تحتوي على مدارس أو أي من المرافق التعليمية، وفق إحصائيات فريق “منسقو استجابة سورية”، علمًا أن المدارس في بعض المخيمات عبارة عن خيمة كبيرة أي صف واحد فقط.
فاطمة السعد، وهي أم لثلاثة أطفال تقيم في مخيم الرحمة القريب من مدينة الدانا شمالي إدلب، تقول لـ “العربي الجديد”: “يوميًا، أذهب إلى إدارة مدرسة المخيم للاستفسار عن إمكانية تسجيل أبنائي في المدرسة. لكن الجواب الدائم هو: لا يوجد أماكن”. تضيف: “أشعر بالعجز أمام إصرار أطفالي على الذهاب إلى المدرسة. لكن ماذا أفعل؟ هذا الوضع سيضيع مستقبلهم. ابنتي الكبرى كانت متفوقة في مدرستها قبل النزوح، والآن تقضي أيامها من دون تعليم”.
يُذكر أن “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا أعلنت، الأحد الماضي، أن العدد الإجمالي للقادمين إلى مناطق سيطرتها من لبنان، ارتفع إلى نحو 18 ألف شخص، موضحة في بيانها أن العائدين يتوجهون إلى منازلهم أو إلى أقاربهم في شمالي وشرقي سوريا، بينما توجد مراكز إيواء لمن ليس لديه مكان يذهب إليه.
كما أصدرت هيئة الشؤون الاجتماعية في الرقة التابعة للإدارة الذاتية، السبت، بيانًا أكدت فيه أنَّ “الإدارة” اتخذت خطوات عملية لاستقبال هؤلاء العائدين، من خلال افتتاح مراكز إيواء في عدة مناطق في إقليم شمال وشرق سوريا، مضيفة: “قررت العديد من العائلات السورية العودة إلى وطنها، بحثًا عن بيئة آمنة ومستوى معيشي أفضل، لم تجد هذه العائلات سوى إقليم شمال وشرق سوريا ملاذًا آمنًا، كما شهدنا قدوم بعض العائلات اللبنانية الفارة من الحرب الدائرة هناك”، كما تم افتتاح مركز إيواء في منطقة العدنانية بريف الرقة، وتجهيزه لتخفيف أعباء السفر عن كاهل النازحين، وتقديم كافة الخدمات الأساسية من إيواء وغذاء لهم” بحسب “الإدارة الذاتية”.
لبنان
النزوح إلى صيدا يفاقم شح المياه بها، والعراق يفتح أبوابه بالمجان للنازحين من لبنان، ويخصص 3 مليارات دينار لهم، والجيش اللبناني ينتشل مركبين غرقا قبالة سواحله
مع توافد أعداد كبيرة من النازحين من العدوان الإسرائيلي إلى مدينة صيدا في جنوب لبنان زادت الحاجة إلى المياه، في حين تعاني المدينة منذ سنوات من شحّ في المياه التي لا تضخ إليها في شكل دائم لأسباب عدة أهمها الانقطاع الدائم للكهرباء.
وحاليًا يسكن عدد كبير من النازحين في 21 مركز إيواء في مدارس بمدينة صيدا، في حين استطاع آخرون استئجار منازل أو سكنوا مع أقارب يقيمون في المدينة. وأدى ذلك إلى أزمة مياه كبيرة خصوصًا في مراكز الإيواء إذ تعتبر الحاجة كبيرة لهذه المادة الحيوية.
ويؤثر شح المياه في مراكز إيواء النازحين بمدينة صيدا على النظافة الجسدية وتنظيف المكان والملابس، ما يجعل النازحين يخشون من انتشار الأمراض بينهم وبين أطفالهم الأكثر عرضة لأمراض القمل والجرب وغيرها، علمًا أن لا مياه ساخنة للاستحمام.
يقول قائد في الكشاف المسلم ويعمل في مركز ثانوية البزري بمدينة صيدا، محيي الدين حفوضة، لـ”العربي الجديد”: “نعمل كوننا فريق متطوعين في مدرسة الإيواء لتأمين احتياجات إخوتنا النازحين من مناطق تتعرض لقصف في الجنوب، لكننا نعاني من مشكلة كبيرة تتمثل في شح المياه، والتي لا تنحصر في مركزنا. وبالطبع زادت المعاناة بتأثير نزوح أعداد كبيرة من السكان إلى المدارس”.
وفي سياق حركة النزوح إلى دول الجوار، فتحت مدارس أهلية في العراق أبوابها لاستقبال الطلاب اللبنانيين بالمجان، في مبادرة من إداراتها للتخفيف من معاناة العائلات اللبنانية الوافدة بسبب العدوان الإسرائيلي، وعدم حرمان أبنائها فرصة التعليم، وسط استمرار تدفق العشرات إلى البلاد. وكانت وزارة التربية العراقية قد وجّهت أخيرًا بتسهيل قبول التلاميذ والطلاب اللبنانيين في المدارس العراقية (الحكومية) وإبداء المساعدة وتبسيط الإجراءات أمام دراستهم، وأصدرت المديرية العامة للتقويم والامتحانات في الوزارة ضوابط وتعليمات تأمين استقبالهم في المؤسسات التربوية.
وأكدت المديرية أنه “يتم قبولهم بأقرب مدارس على مواقع سكنهم في المراحل الدراسية التي كانوا فيها، مع أخذ تعهد خطي من وليّ أمر الطالب يرفق معه الوثائق الثبوتية إن وجدت”، مضيفة في كتاب رسمي عُمِّم على مدارس البلاد، أنه “يتم فتح صفحة قيد عام للطلاب دون مطالبتهم بالوثائق المدرسية للمرحلة السابقة، وأنه في حال نجاحهم من المراحل المنتهية السادس الابتدائي، الثالث المتوسط، السادس الثانوي، يتم تزويدهم بالوثائق المدرسية الرسمية”.
يُذكر أن الحكومة العراقية خصصت مبلغ ثلاثة مليارات دينار عراقي لتقديم الدعم والمساعدة للعائلات اللبنانية التي قدمت إلى العراق بسبب العدوان الإسرائيلي على بلادها، وسط تأكيدات بوصول أكثر من ثمانية آلاف لبناني إلى العراق حتى الآن.
وعقد مجلس الوزراء العراقي، أمس الثلاثاء، جلسة برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بحث فيها عددًا من الملفات، من بينها دعم اللبنانيين الذين لجأوا إلى العراق، ووفقًا لبيان للمجلس، فإن “المجتمعين بحثوا ملف الاستمرار بتقديم الدعم والإغاثة والمساعدات للشعب اللبناني، وقد أقرّ المجلس تخصيص ثلاثة مليارات دينار من احتياطي الطوارئ إلى وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لتقديم الخدمة إلى الضيوف اللبنانيين الوافدين إلى العراق”.
وفي سياق آخر، أعلن الجيش اللبناني، أمس السبت، إنقاذ 98 سوريا ولبناني واحد لدى محاولتهم مغادرة لبنان بطريقة غير نظامية باتجاه الجزر القبرصية على متن مركبين تعرضا للغرق. وأوضحت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، في بيان، أن دورية من القوات البحرية مقابل جزر “الرمكين” التابعة لمحافظة طرابلس، شمالي لبنان، تمكنت، الجمعة، من “إنقاذ 98 سوريا ولبناني واحد لدى محاولتهم مغادرة لبنان بطريقة غير نظامية على متن مركبين باتجاه الجزر القبرصية”. وأوضحت أن المركبين تعرضا للغرق، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن المركبين قد تعرضا لعطل تقني في عرض البحر على بعد عدة أميال، وقد عملت القوات البحرية على سحبهم إلى الداخل اللبناني. فيما توجهت فرق الإسعاف في الصليب الأحمر اللبناني والإغاثة إلى عين المكان، وعملت على إسعاف أربع إصابات ميدانيًا، فيما قامت فرق الكوارث بتأمين المستلزمات للناجين.
إيطاليا
انتشال جثة مهاجر سوري قبالة سواحل لامبيدوزا، ووفاة مهاجر تونسي سحقته شاحنة
أعلن خفر السواحل الإيطالي، الاثنين الماضي، انتشال جثة مهاجر سوري توفي بسبب الاختناق على الأرجح، وتمكنه من إنقاذ 43 شخصا كانوا برفقته. وحسب الشهادات الأولية فإن القارب كان قد انطلق من صبراتة في ليبيا إلى لامبيدوزا، وأن بعض المهاجرين أعلموا خفر السواحل بتواجدهم قرب شواطئ الجزيرة، وثم تكفل بهم رجال الشرطة المتواجدون في النقاط الساخنة.
وأوردت وسائل إعلام محلية أن القارب يبلغ طوله سبعة أمتار وأنه تم العثور فيه على مخدرات وكذلك بعض الأدوية المخصصة لمرضى السكري، وأن الاستماع لشهادات الناجين مستمر وعددهم كان 43 مهاجرا، جزائريين وسوريين وإريتريين وفلسطينيين، نزلوا في رصيف فافارولو في منطقة إمبرياكولا بواسطة زورق الدورية العسكري ” CP327″ الذي أنزل أيضا الجثة. ودفع كل من هؤلاء 6 آلاف دولار للتمكن من بلوغ أوروبا.
وبحسب تقديرات الطبيب الشرعي الذي أجرى فحص الجثة في مشرحة مقبرة كالا بيزانا، فإن المهاجر السوري قد توفى بسبب السكتة القلبية قبل نحو 15 ساعة من وصول النجدة، وأن ذلك حدث ربما بسبب الاختناق.
ومساء الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول، عُثر على مهاجر من تونس ميتًا على متن العبارة “Splendid” التي تربط بين حلق الوادي، بالقرب من تونس العاصمة، وميناء في صقلية. وكان الرجل مختبئا تحت شاحنة متوقفة على متن العبارة لتجنب رصده من السلطات، إلا أن الشاحنة سحقته عند حدوث الإنزال، حسبما أشارت الصحافة الإيطالية. وفتحت سلطات الميناء تحقيقا لمعرفة المزيد عن ملابسات المأساة.
اليونان
وصول نحو 230 مهاجرا إلى جزيرة كريت انطلاقا من ليبيا، ومحكمة أوروبية تأمر اليونان بدفعِ تعويضٍ لسبعة قاصرين انتهكت حقوقهم عام 2020
خلال عطلة نهاية الأسبوع، وصل إلى جزيرة كريت اليونانية نحو 230 مهاجرا، بعدما خاضوا رحلة عبور طويلة على متن ستة قوارب انطلقت جميعها من سواحل شرق ليبيا.
ورغم أن العبور من ليبيا إلى اليونان يستغرق يومين من الإبحار على الأقل، إلا أن المزيد من قوارب المهاجرين باتت تنطلق من سواحل طبرق باتجاه سواحل جنوب اليونان، وبشكل خاص جزيرة كريت وأخرى صغيرة تدعى جافدوس.
ويتخذ المهاجرون هذا الطريق رغم أن أغلب القوارب كانت تتجه عادة إلى جزيرة لامبيدوزا القريبة من سواحل ليبيا، لكن مع تعزيز حرس السواحل الإيطالي من دورياته ومراقبته على طريق وسط البحر المتوسط، بات المهاجرون يتخذون مخاطر متزايدة من أجل بلوغ السواحل الأوروبية عبر اليونان.
وفي سياق آخر، صدر حكم يعتبر علامة فارقة لصالح المهاجرين، إذ وجدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن اليونان قد انتهكت حقوق سبعة قاصرين أجانب غير مصحوبين بذويهم في النقطة الساخنة بجزيرة ساموس، في عام 2020. وصدر هذا الحكم في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو التاريخ الذي يمثل الذكرى الـ11 لحادث غرق سفينة مهاجرين مميت قبالة جزيرة لامبيدوزا.
واعترفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالقضية وأقرت في الواقع بأن “ظروف المعيشة في مركز الاستضافة وتحديد الهوية في ساموس في ذلك الوقت، تشكل معاملة غير إنسانية ومهينة لأي فرد، بغض النظر عن نقاط ضعفه المحددة”، بحسب سيكولي.
وتعود الأحداث التي صدر الحكم بصددها إلى عام 2020، في مركز استضافة المهاجرين في ساموس، حيث تعرض المراهقون الذين يبلغون في الوقت الحالي 18 عاما، لمعاملة غير إنسانية ومهينة، وانتهاك لحقوقهم الإنسانية، بحسب المحكمة التي حكمت على السلطات اليونانية بدفع مبلغ إجمالي قدره 41.500 يورو لهم.
ورغم ضآلة مبلغ التعويض، الذي ينبغي تقسيمه على الشباب السبعة، إلا أنهم “راضون بأن العدالة قد تحققت”، وفق سيكولي، مذكرة بأن منظمتها قد تأسست في الجزيرة اليونانية في عام 2018، “لدعم القاصرين الذين عاشوا في رعب، وبدون أي احترام لحقوقهم الإنسانية”.
قبرص
محكمة أوروبية تلزم قبرص بتعويض لاجئَين سوريين أعادتهما إلى لبنان
أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الثلاثاء الماضي قبرص لاعتراضها لاجئَين سوريين في البحر وإعادتهما إلى لبنان بدون النظر في طلب اللجوء الخاص بهما، وقررت إلزامها بدفع تعويض لهما.
وفر السوريان المولودان عام 1983 في إدلب (شمال غرب) من بلادهما عام 2016 بسبب الحرب إلى لبنان حيث عاشا في مخيمات للاجئين. وخوفا من إعادتهما الى سوريا، قررا طلب اللجوء لقبرص.
وفي سبتمبر/أيلول 2020، ذهبا مع مهرب في قارب ضمن مجموعة من 30 مهاجرا. واعترضت السلطات القبرصية القارب وأعادتهم إلى لبنان.
وتوجه مقدما الطلبين إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان واشتكيا من أنه تمت إعادتهما إلى لبنان في إطار إجراء جماعي بدون النظر في طلبهما للجوء ولا وضعهما الخاص وبدون إمكانية الوصول إلى سبيل طعن داخلي.
وأصدرت محكمة ستراسبورغ الثلاثاء حكما في صالحهما معتبرة أنه حصل انتهاك للمادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان المتعلقة بحظر المعاملة اللاإنسانية أو المهينة، وانتهاك للمادة 4 من البروتوكول رقم 4 (حظر الطرد الجماعي للأجانب) وكذلك انتهاك للمادة 13 المتعلقة بالحق في الانتصاف الفعال.
فرنسا
رياضيون فرنسيون ينقذون 16 شابا جزائريا من الغرق في مضيق جبل طارق
بعدما أبحروا لخمسة أيام على غير هدى، كان مرور مركبة رياضية “بشكل مصادف”، يوم الاثنين الماضي، أن يغير مجرى حياة 16 شابا جزائريا كانوا يأملون الوصول إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق. القبطان الرياضي تيبو فوشيل كامو الذي كان برفقة طاقمه قدم العون لهؤلاء الشباب، إلا أن أحدهم لم ينج من رحلة العبور وكانت جثته تطفو إلى جانب القارب.
اقترب الرياضيون من قارب المهاجرين الذين كانوا بداية في حالة من الهلع، وقدموا لهم بعض المياه والطعام، “كان هناك 16 شابا كانوا انطلقوا من الجزائر أملا ببلوغ إسبانيا، لكنهم ظلوا يبحرون على غير هدى لمدة خمسة أيام”.
وبعد قرابة ساعتين من الانتظار، وصلت فرق الإنقاذ الإسبانية ونقلت جميع المهاجرين إلى ميناء ألميريا جنوب إسبانيا.
لكن لم ينج الجميع خلال رحلة العبور هذه، فعندما عثر الرياضيون على القارب كانت تطفو بجانبه جثة. “كانوا بداية 17 شخصا على القارب لكن الأخ الأصغر لأحد الشباب كان يبلغ من العمر 22 عاما ومصابا بمرض السكري. لم يتمكن من الحصول على طعام ولم تكن بحوزته أدوية. فمات منذ بضعة أيام في أثناء رحلة العبور، واضطروا إلى إنزال الجثة إلى المياه عند اقترابنا منهم لأن حالة الجثة كانت سيئة”.
بولندا
تعليق حق اللجوء إلى بولندا
أعلن رئيس وزراء بولندا دونالد توسك، أمس السبت، أنه يعتزم تعليق حق اللجوء مؤقتا ضمن سياسة جديدة للهجرة، مشيرا إلى مزاعم تتعلق بإساءة استخدامه من جانب بيلاروسيا وروسيا. قائلا: “على الدولة أن تستعيد السيطرة على من يدخل ويغادر بولندا بنسبة مائة بالمائة”.
وأضاف توسك أن التعليق لحق اللجوء سوف يكون جزءا من استراتيجية، سيتم طرحها في اجتماع وزاري الثلاثاء المقبل، بحسب وكالة الأنباء البولندية، ولم يقدم توسك تفاصيل، ولكنه قال في اجتماع للائتلاف المدني: “سنحد من الهجرة غير القانونية في بولندا لأدنى مستوى، مشيرا إلى إساءة استخدام حق اللجوء من جانب رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمهربين ومهربي البشر. قائلا: “كيفية استخدام حق اللجوء تتناقض تماما مع فكرة حق اللجوء”.
المجر
رئيس الوزراء المجري: إنشاء مراكز اللاجئين خارج أوروبا هو الحل الوحيد لقضية الهجرة
أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، خلال خطابه الذي ألقاه في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أنه يجب الدفاع عن الحدود الأوروبية، وأشار إلى أن إنشاء مراكز خارجية للمهاجرين هي الحل الوحيد.
أوربان الذي ركز على أولويات الرئاسة المجرية للاتحاد الأوروبي، قال إنه “يجب الدفاع عن الحدود الأوروبية، وأؤكد لكم أنه بدون إنشاء مراكز لاجئين في الخارج، لن نتمكن من حماية الاتحاد الأوروبي من الهجرة غير الشرعية“، قبل أن يضيف أن “الحل الوحيد هو السماح بدخول أولئك الذين حصلوا على تصريح سابق فقط”.
وحذر رئيس وزراء المجر من أن “أوروبا في ورطة”، وأكد أنه جاء إلى البرلمان الأوروبي “لدق ناقوس الخطر، لأنه حان وقت العمل”.