الأشخاص المتنقلين: كافة الأشخاص الذين ينتقلون من مكان إلى آخر لفترات طويلة نسبيا من الوقت ويحتاجون إلى معيار أساسي من الحماية. بين الأشخاص المتنقلين، قد تجد كُلًّا من: اللاجئين/ات، وطالبي/ات اللجوء، والنازحين/ات داخليا وخارجيا، والمهاجرين/ات، والمهاجرين/ات غير المسجلين/ات، ولاجئي/ات المناخ، والأشخاص في المهجر/ والشتات، والمهاجرين/ات غير النظاميين، والمزيد.
مصر
مصرع 12 مهاجرا مصريا جراء انقلاب قارب قبالة سواحل ليبيا
قالت السلطات المحلية وجماعة ليبية يوم الثلاثاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إن قاربًا يحمل 13 مهاجرًا مصريًا إلى أوروبا انقلب قبالة سواحل ليبيا، مما أسفر عن مصرع جميع من كانوا على متنه باستثناء شخص واحد.
وأفادت منظمة “العابرين”، وهي جماعة تقدم المساعدة الإنسانية للمهاجرين في ليبيا، على فيسبوك إن القارب انقلب على بعد 60 كيلومترًا شرق مدينة طبرق مساء الاثنين. نجا مهاجر واحد، وفقًا للمجموعة، التي قالت إن الجثث تم انتشالها ونقلها إلى الشاطئ. كما أكدت مديرية “مكافحة الهجرة غير الشرعية” في طبرق الحادث أيضا.
من جانب آخر قال مصدران أمنيان مصريان إن هناك مخاوف من مقتل 12 مهاجرا مصريا بعد انقلاب قارب كانوا يستقلونه قبالة ساحل مدينة طبرق بشرق ليبيا الاثنين، بينما تم إنقاذ رجل من القارب الغارق.
وقال المصدران إن المعلومات التي أدلى بها الناجي للسلطات الليبية تفيد بأن 13 رجلا انطلقوا صوب إيطاليا في أحد قوارب مهربي البشر مساء الأحد.
وتشكل المجموعة، التي جاءت من محافظتي الشرقية والغربية في مصر، نموذجا من عدد متزايد من المصريين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر وسط المعاناة من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.
فلسطين
شمال غزة.. إسرائيل قتلت 1200 فلسطيني في 27 يوما، والكلاب تنهش الجثث في الشوارع، والحوامل دون رعاية طبية، ووزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية: 11 ألفًا و825 من طلبة المدارس والجامعات الفلسطينيين استشهدوا
قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة دكتور منير البرش، يوم الجمعة، إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 1200 فلسطيني بمحافظة شمال غزة، في ظل الإبادة والتطهير العرقي المستمر منذ نحو 27 يوما”.
وأضاف البرش في تصريحات صحفية أن جيش الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر واستهداف مراكز الإيواء والمدنيين في بيت لاهيا وجباليا، مخلفا عشرات الشهداء والإصابات في ظل منظومة صحية منهكة.
ولفت البرش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس كافة أشكال القتل والتدمير لغياب من يراقبه أو يحاسبه ويوقف جرائمه.
وتابع “جيش الاحتلال يمنع إدخال المستلزمات الطبية إلى شمال غزة ويفرض حصارا على مستشفيات كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، شمالي القطاع”.
وبدأ جيش الاحتلال في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وفي السياق ذاته، حذّر مدير مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سلمية، مساء الأربعاء الماضي، من خطورة الأوضاع المأساوية في شمال غزة الذي دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي منظومته الصحية. وقال أبو سلمية لوكالة الأناضول إنّه في ظلّ توقّف الخدمات الصحية وخدمات الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ، “يموت الناس في الشوارع وتنهش الكلاب الجثث ولا أحد في العالم يكترث للمشهد”. ويأتي هذا في إطار العملية العسكرية المركّزة على شمال غزة المعزول عن بقيّة أنحاء القطاع المحاصر، التي أُطلقت في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ولفت أبو سلمية إلى أنّه “لليوم الـ26 على التوالي، يتعرّض شمال غزة لإبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم كله، إذ سقط أكثر من ألف شهيد حتى الآن ومئات الجرحى”. أضاف أنّه في ظلّ تدمير كلّ الخدمات في الشمال، من بينها المنظومة الصحية، فإنّ مئات الجرحى لم يجدوا بعد طريقهم إلى العلاج. يُذكر أنّ شمال قطاع غزة يضمّ محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، في حين أنّ الوسط يضمّ محافظة دير البلح، والجنوب محافظة خانيونس ومحافظة رفح.
وتابع مدير مجمّع الشفاء الطبي، أنّ “الناس في شمال غزة يحملون الشهداء والجرحى على ظهورهم أو على عربات تجرّها حيوانات”. وأشار أبو سلمية إلى وفاة كثير من الجرحى والمرضى في الشمال نظرًا إلى عدم توفّر رعاية صحية، وقد وصف الوضع هناك بـ”المأساوي بكلّ معنى الكلمة فيما العقل غير قادر عن استيعابه”. وأكد أنّ “رائحة الموت والدمار ينتشران في كلّ الأماكن والأزقّة”.
وفي تقرير لصحيفة “العربي الجديد” حذر فيه من تخوفات كبيرة بمستقبل النساء الفلسطينيات الحوامل وأجنتهن في محافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 29 يومًا.
الشابة ياسمين المصري، النازحة في مشروع بيت لاهيا (شمال)، واحدة من النساء اللاتي يشعرن بقلق على صحة أجنتهن في ظل غياب المتابعة الصحية الدورية، خاصة بالتزامن مع حالة التجويع والتعطيش التي فرضها الحصار الإسرائيلي المتواصل الأمر الذي يضاعف المخاطر المحتملة.
وقبل العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في محافظة الشمال يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت المصري تتابع حالتها الصحية ووضع الجنين من خلال زيارات دورية للأطباء في مستشفى “العودة” (أهلي) ومركز صحي قريب من مكان سكنها. هذه الزيارات تكثفت بالتزامن مع وضع الحمل غير المستقر، والذي يمر بشهره السادس، وفق ما أبلغها الأطباء الذين أكدوا منذ الشهر الأول أهمية المتابعة الدائمة لضمان نمو صحيّ للجنين بدون مضاعفات على صحة أحد منهما.
وتضيف الشابة الفلسطينية أن غياب المتابعة طوال هذه المدة سبب “تعبًا وآلامًا كثيرة، وسط شعور بالخطر الحقيقي على حياتي وحياة الجنين”. وأكملت: “لا أعرف إلى أين أذهب لتلقي الاستشارة الطبية والعلاج في ظل الوضع الأمني الخطير”. وبحسب حديث المصري، فإن “التحرك في منطقة نزوحي خطيرة جدًا في ظل استهداف الطائرات الإسرائيلية المسيرة بالنيران والقذائف أي جسم يتحرك في الشارع”. وتتخوف الشابة من “استمرار العملية العسكرية لأكثر من هذا الحد ما سيضاعف من حجم الخطر عليّ وعلى مئات الحوامل اللاتي ما زلن محاصرات في الشمال”.
وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان، الخميس، من تصاعد أزمة الصحة الإنجابية في شمال قطاع غزة. وقال في بيان: “الهجمات على المستشفيات بما فيها مستشفى كمال عدوان (الجهة الرئيسية لتقديم خدمات الولادة الطارئة) أدت إلى إغلاق آخر وحدات الرعاية المركزة لحديثي الولادة في الشمال”. وأوضح أن “ذلك زاد صعوبة الوصول إلى خدمات رعاية الأمومة لنحو أربعة آلاف سيدة حامل في المنطقة”. وذكر أن هناك “تقارير متزايدة بشأن وفاة النساء أثناء الولادة أو بعد وقت قصير من ولادتهن فيما تلد أخريات بمفردهن بدون رعاية طبية”.
في سياق آخر، قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، الثلاثاء الماضي، إن 11 ألفًا و825 من طلبة المدارس والجامعات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة استشهدوا منذ بدء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في معطيات نشرتها الوزارة (مقرّها رام الله وسط الضفة)، تتضمّن الانتهاكات الإسرائيلية بحق والمدارس والجامعات في قطاع غزة والضفة الغربية وطلبتها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى الثلاثاء.
وقالت الوزارة: “عدد الشهداء من طلبة مدارس غزة تجاوز 11 ألفًا و57، إضافة إلى أكثر من 16 ألفًا و897 جريحًا”. وأضافت: “عدد الشهداء من طلبة جامعات غزة بلغ 681 إضافة إلى أكثر من 1468 جريحًا”. أما في الضفة الغربية، فأفادت معطيات الوزارة بـ”استشهاد 79 وإصابة 464 واعتقال 232 من طلبة المدارس، واستشهاد 35 وإصابة 130 واعتقال 218 من طلبة الجامعات”.
وعن محصلة الشهداء والجرحى في صفوف الكوادر التعليمية، أفادت معطيات الوزارة بـ”استشهاد 441 وإصابة 2491 من كوادر المدارس بغزة، واستشهاد اثنين وإصابة 17 واعتقال 139 من مدارس الضفة”، مضيفة أن “117 أكاديميًا من كوادر الجامعات بغزة استشهدوا”.
وبخصوص الاعتداءات على المدارس والجامعات، ذكرت المعطيات أن 406 مدارس في قطاع غزة، بما فيها 65 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تعرضت لأضرار، منها 77 دمرت شكل كامل، في حين تعرضت 84 مدرسة بالضفة للتخريب. كذلك تعرّضت 20 من مؤسسات التعليم العالي في غزة لأضرار بالغة، وتم تدمير أكثر من 51 مبنى جامعيًا بشكل كامل، و57 مبنى تابعًا للجامعات بشكل جزئي، وفق ذات المعطيات. وأشارت الوزارة إلى أن 88 ألفًا من الطلبة في غزة محرومون من الذهاب إلى جامعاتهم، ونحو 700 ألف من الذهاب إلى مدارسهم.
وعلى خلفية حظر أنشطة الأونروا من قبل الكنيست الإسرائيلي، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأشد العبارات إقرار البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي قانونين يحظران أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويمنعان السلطات الإسرائيلية من أي تواصل بالوكالة، ويؤكد أن هذين القانونين يمثلان اعتداءً مباشرًا على الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني، ويعرضان ملايين اللاجئين الفلسطينيين لخطر الكارثة والحرمان مما تبقى لهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية.
ويبرز الأورومتوسطي أن إقرار البرلمان الإسرائيلي بأغلبية ساحقة مشروعي القانونين ضد الأونروا من شأنه اقتلاع الوكالة من الأرض الفلسطينية المحتلة بشكل كامل وفعلي، إذ إن القانون الأول يحظر أي تواجد للوكالة في القدس الشرقية، في حين أن القانون الآخر جاء ليضمن الشلل التام لعمليات الوكالة في باقي الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال حظر تواصل السلطات الإسرائيلية مع الوكالة، ومن دون التنسيق مع إسرائيل، سيكون من المستحيل أن تتمكن الوكالة من العمل وتنفيذ نشاطاتها، نظرا للسيطرة الإسرائيلية الشاملة على الأرض الفلسطينية بشكل كامل، وفرض إسرائيل الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في جميع أنحاء الضفة الغربية، واشتراطها الحصول على تصاريح للدخول إلى القدس الشرقية أو العمل فيها، بالإضافة إلى الحصار التعسفي المفروض على قطاع غزة.
ويشير إلى أن الأونروا قد تصبح عمليا عاجزة بفعل القوانين الإسرائيلية الجديدة، عن تقديم المساعدات الإنسانية والتعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى، التي تمثل شريان الحياة الأساسي لملايين اللاجئين الفلسطينيين، نصفهم من الأطفال، وبالتالي حرمانهم من حقوقهم الأساسية، وبخاصة في قطاع غزة التي يشهد فيها ملايين الفلسطينيين، غالبيتهم من اللاجئين، خطر الموت المحدق بسبب الجرائم الإسرائيلية بالتجويع والحرمان من الرعاية الطبية والمواد الأساسية المنقذة للحياة، مع استمرار جرائم القتل والاستهدافات وإحداث الإصابات الجسدية والمعاناة الشديدة.
ويعتبر المرصد أن إصرار إسرائيل على إضفاء الصبغة القانونية على إجراءاتها المتلاحقة منذ سنوات ضد أونروا يشكل إعلان حرب على مجتمع اللاجئين وهم من أكثر الفئات ضعفا وحاجة للدعم الإنساني في المجتمع الفلسطيني في وقت تواصل فيه إسرائيل منعهم من العودة إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها قسرا، وتشهد فيه الظروف المعيشية لغالبيتهم تدهورا خطيرا على كافة المجالات بفعل جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وعملياتها العسكرية والحصار الشامل في الضفة الغربية.
وينبه إلى أن إسرائيل طالما اتخذت موقفا عدائيا من أونروا بزعم أن الوكالة الأممية أدت إلى استدامة أزمة اللاجئين الفلسطينيين من خلال منح وضع اللاجئين لأجيال، في وقت تصر إسرائيل على الإثبات للعالم أنها تضع نفسها في مكانة فوق الأمم المتحدة ومنظماتها، والقانون الدولي برمته.
ويشدد الأورومتوسطي على أن حظر الأونروا وتقويض عملها بهذا الشكل بعد سلسلة من الإجراءات السابقة بما في ذلك قتل 233 موظفا بالوكالة في غزة وتدمير نحو ثلثي مرافقها في القطاع، يشكل صفحة سوداء في تاريخ النظام العالمي، وعلى رأسه الأمم المتحدة التي تقف عاجزة اليوم عن حماية حتى وكالاتها وساحات عملها وقراراتها.
كما وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مراكز إيواء 39 مرة في قطاع غزة منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، قتل خلالها 188 فلسطينيًّا وأصاب مئات آخرين، في تصعيد خطير لجرائم استهداف أماكن تجمعات المدنيين، خاصة في شمالي قطاع غزة؛ بهدف إفراغه من سكانه الفلسطينيين بالقوة.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق استهداف الجيش الإسرائيلي مدارس ومستشفيات وعيادات وصالات تستخدم للإيواء 65 مرةً منذ بداية شهر أغسطس/آب الماضي، 39 منها خلال شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، وقتل خلالها 672 فلسطينيًّا وأصيب أكثر من ألف آخرون.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن 57 من تلك الاستهدافات كانت لمواقع في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، بينما 8 منها وقعت في وسط قطاع غزة.
لبنان
نازحو لبنان… قرب حلول الشتاء يفاقم أزمات الإيواء والدعم، والعبور من لبنان يتراجع 90 % بعد ضرب إسرائيل معبرًا بوسط سوريا
نشرت صحيفة “العربي الجديد” تقريرا عن أوضاع النازحين في لبنان، منوها إلى تفاوت الاستعدادات لفصل الشتاء بين مركز إيواء وآخر في لبنان، وتبقى المساعدات المتوفرة أقل بكثير من حجم الحاجة، كما تتفاقم الأخطار على النازحين الذين ما زالوا يفترشون الأرصفة، ولا يملكون سقفًا للاحتماء، في حين أن مَن حظي بخيمة على الكورنيش البحري في العاصمة بيروت، يظل عرضة لتطايرها، أو غرقها بمياه الأمطار.
وأعلنت غرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة بيروت، الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، إجلاء أكثر من 400 نازح إلى مركز إيواء، في منطقة الكرنتينا، على أن تستكمل نقل بقية النازحين الموجودين على الكورنيش البحري إلى مركز إيواء يجري تجهيزه، وفق قاعدة بيانات جرى إعدادها مسبقًا.
وأوضح المسؤول الإعلامي لخلية الأزمة في بيروت، فادي بغدادي، لـ”العربي الجديد”، أنهم مسؤولون عن تأمين العائلات اللبنانية فقط، في حين تقع على هيئات الأمم المتحدة مسؤولية تأمين مراكز إيواء غير اللبنانيين، أما عملية توفير وسائل التدفئة، فتندرج ضمن مهام الهيئة العليا للإغاثة.
وأعلنت غرفة إدارة الكوارث والأزمات في بيروت أنّه جرى تأمين 53.098 نازح في 170 مركز إيواء، مع تأمين أغلب احتياجاتهم ومستلزماتهم، بالتنسيق مع المنظمات الدولية والجمعيات المحلية والهيئة العليا للإغاثة والصليب الأحمر اللبناني وفوجَي إطفاء وحرس بيروت، وخلال أسبوع كحد أقصى، ستقوم الغرفة، بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة، بتأمين الدفعة الثانية من البطانيات لمراكز الإيواء، لمواجهة الظروف المناخية المقبلة، وتداعياتها ضمن نطاق محافظة بيروت.
ويقف النازحون من لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين، ومن عمّال أجانب وعاملات منازل مهاجرات، مكتوفي الأيدي، فلا خيار ملموسًا يقيهم موجات الصقيع المقبلة، ولا خطط شاملة ترأف بهم بعد أن عايشوا المجازر وعذاب النزوح والنوم في العراء، أو في مراكز إيواء لم تمنحهم سوى سقف وعدد محدود من الفرش.
على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت، حيث وُعد النازحون من قبل غرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة بيروت، بأولوية نقلهم إلى مركز الإيواء المستحدث في منطقة الكرنتينا (شرق العاصمة)، لا زالوا يفترشون الرمال. وكشفت مصادر لـ”العربي الجديد”، أن بعض النازحين الذين كانوا في ضيافة أقاربهم أو أصدقائهم، أو الذين كانوا قد استأجروا منازل، هرعوا لتسجيل أسمائهم ليتم نقلهم إلى مركز الكرنتينا.
وفي سياق آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بانخفاض عدد الوافدين من لبنان إلى سوريا عند معبر حدودي ثانوي بنسبة 90 في المائة، كما قال مسؤول محلي، الاثنين الماضي، بعد غارة إسرائيلية استهدفته وأرغمت مئات الآلاف على الفرار.
بعدما خرج معبر “جديدة يابوس – المصنع” الرئيسي بين لبنان وسوريا عن الخدمة في وقت سابق هذا الشهر إثر غارات إسرائيلية، خرج معبر “جوسيه – القاع” عن الخدمة، الجمعة، إثر غارة دمّرت جسرًا يتوسط الطريق بين حدود البلدين، وخلّفت حفرة تمنع عبور السيارات، بينما بقي ممرّ صغير ووَعِر للمشاة، وفق ما شاهد مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في المكان، الاثنين.
وقال مدير المركز الحدودي في جوسيه، دبّاح المشعل، لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”: “انخفضت حركة النازحين منذ استهداف المعبر بنسبة 90 في المائة”. وأضاف قرب حفرة يتجاوز طول قطرها اثني عشر مترًا: “كنا نستقبل في اليوم الواحد نحو 1500 شخص، بينما اليوم لا يتجاوز العدد 150 شخصًا”.
السودان
أكبر أزمة نزوح في العالم.. ارتفاع عدد النازحين في السودان إلى أكثر من 14 مليون شخص، والأمم المتحدة تدين هجمات “الدعم السريع” في الجزيرة السودانية
كشفت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) أن الحرب في السودان تسببت في تشرد أكثر من 14 مليون شخص، أي ما يعادل نحو 30% من السكان، منذ اندلاعها قبل أكثر من عام، مما تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم هذا العام.
وأوضحت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، في مؤتمر صحفي عقد ببورتسودان، أنه من بين هؤلاء النازحون، هناك 11 مليون نازح داخليا و3.1 مليون فروا إلى دول مجاورة، مضيفة أن أعداد النازحين زادت بنحو 200 ألف منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقالت بوب إن أكثر من نصف النازحين من النساء، وأن أكثر من ربعهم من الأطفال دون سن الخامسة. وأفادت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة بأن “حجم النزوح والاحتياجات الإنسانية يتزايد كل يوم. في الواقع، يحتاج نصف السكان حاليا إلى مساعدة”، مشيرة إلى أنهم لا يستطيعون الوصول إلى مأوى أو الحصول على مياه الشرب النظيفة أو الرعاية الصحية.
ونتيجة لذلك، سريعا ما تنتشر الأمراض، ًإذ يعاني واحد من بين كل سودانيين اثنين من أجل الحصول على الحد الأدنى من الغذاء للبقاء على قيد الحياة. وقالت بوب إن ظروف المجاعة تترسخ في شمال دارفور.
وكانت الأمم المتحدة قد دقت مرة أخرى ناقوس الخطر بشأن الوضع في السودان، إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين في نيويورك أمام مجلس الأمن الدولي، إن هناك كارثة إنسانية في البلاد، والسكان يعانون من كابوس والمعاناة تتزايد كل يوم.
وقد دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط السودان، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.
وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن “أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع”.
وقال البيان الأممي إن مثل هذه الأعمال تمثل “انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان”، مشددا على ضرورة محاسبة مرتكبي مثل هذه الانتهاكات.
وأدت الحرب الدائرة حاليا إلى اندلاع موجات من العنف العرقي، أُلقي باللوم في معظمها على قوات الدعم السريع.
وقال نشطاء إن قوات الدعم السريع “قتلت ما لا يقل عن 124 شخصا في قرية بولاية الجزيرة الشهر الماضي، في واحدة من أكثر الهجمات إزهاقا للأرواح خلال الصراع”.
سوريا
قوات النظام تعتقل 93 سوريًا عائدًا من لبنان منذ بداية العام الجاري، وتركيا ترحّل عشرات اللاجئين السوريين قسرًا نحو مناطق الشمال السوري
يتعرض السوريون العائدون من لبنان للاعتقال التعسفي من قبل مسلحين محليين يمتهنون التهريب ويعملون لصالح الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، وثق المرصد السوري اعتقال 93 عائد من لبنان منذ مطلع العام 2024.
وتنتشر حواجز الفرقة الرابعة على طول الحدود السورية-اللبنانية، وتقع على كاهلهم مسؤولية الاعتقال الأولي للعائدين بشكل غير شرعي من أكثر من 15 معبر وممر غير رسمي على الحدود بين البلدين.
ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية في لبنان عاد قسم كبير من العائلات السورية التي وجدت في وقت مضى من لبنان ملاذ آمن، فضلا عن وجود العمالة السورية منذ سنوات والتي تشكل عددا لا بأس به.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الأشخاص المطلوبين لـ”النظام”، يفضلون العودة عبر طرق التهريب، مع المهربين ودفع أموال بدلا من اجتياز الحواجز الأمنية في سوريا.
ويتعهد المهربون بإيصال العائدين من لبنان إلى الوجهة المطلوبة لاسيما مناطق قسد ودرع الفرات في شمال سوريا.
وما يزال عدد كبير من السوريين في لبنان المطلوبين للنظام، معلقين بين قرار الموت بالضربات الإسرائيلية أو الموت في معتقلات النظام السوري، دون أدنى ثقة بالنظام السوري، رغم إصدار عفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22 سبتمبر/ أيلول 2024، يشمل الفارين من الخدمة العسكرية، من أجل تسوية أوضاعهم.
ووفقا للمصادر فإن قوات النظام أصدرت مذكرات بحق العائدين المطلوبين والغائبين عن البلاد مدة 6 سنوات، لمراجعة الفرع الداخلي بأمن الدولة 251 المعروف بفرع الخطيب.
مصادر المرصد السوري أكدت أن اللاجئين السوريين في لبنان يبيتون في الشوارع وتحت الجسور والمحلات المهجورة، رفضا للعودة إلى سوريا والمجازفة بحياتهم.
وفي سياق النزوح من تركيا، ذكر المرصد السوري أن السلطات التركية رحَّلت أكثر من 70 لاجئًا سوريًا ممن يحملون البطاقة التركية “كيملك” من داخل أراضيها، عبر معبر جرابلس الحدودي مع تركيا بريف حلب، باتجاه مناطق الشمال السوري، بعد إجبارهم في مراكز الاحتجاز على التوقيع على أوراق الترحيل القسري تحت مسمى “العودة الطوعية”.
ليبيا
مسلحون وملثمون يهددون المهاجرين في البحر
أجرى موقع “مهاجر نيوز” لقاء حول تهديد المهاجرين في البحر مع مسؤولة التواصل في منظمة “إس أو إس ميديترانيه” جيورجيا جيروميتي، وذلك على خلفية رصد المنظمة المزيد من حالات العنف في أثناء اعتراض قوارب المهاجرين التي تبحر من السواحل الليبية باتجاه أوروبا. وشاهد فريق سفينة الإنقاذ “أوشن فايكنغ” رجالا ملثمين ومسلحين على متن زوارق، يجبرون المهاجرين على القفز إلى المياه، وهي ممارسات تعرض حياة المهاجرين للخطر وتثير قلق المنظمة غير الحكومية.
وقالت جيروميتي إنهم يشهدون انتشارا للجهات الفاعلة غير الحكومية [رجال مسلحون وملثمون، ملاحظة المحرر] في البحر. وهذا الاتجاه الجديد يغذّي دورة الانتهاكات ويعرض حياة الأشخاص الغرقى وفرق “أوشن فايكنغ” للخطر.
وعن أشكال العنف التي يواجهونها، قالت: في 9 يوليو/تموز، بينما كانت الفرق تنتشل شخصين في حالة خطرة، اقترب من الموقع زورقان لم يحملا أي إشارات تعريفية. وصعد رجلان مسلحان وملثمان إلى قارب المهاجرين، ما أدى إلى حالة من الذعر؛ نحو عشرين مهاجرا قفزوا إلى المياه خشية أن يُعادوا إلى ليبيا.
تونس
انتشال 15 جثة متحللة لمهاجرين
أذنت النيابة العامة في محافظة المهدية (وسط شرق تونس)، للحرس البحري بانتشال جثث 15 مهاجرًا غرقوا في البحر، وأعلن المتحدث باسم النيابة العامة في محاكم المهدية فريد بن جحا، أن قوات الحرس البحري علمت بظهور جثث لمهاجرين على سواحل مختلفة من محافظة المهدية في وضع تحلل، وقد جرى انتشالها وإيداعها في قسم الطب الشرعي من أجل استكمال إجراءات أخذ العينات.
وقال بن جحا في تصريح لـ”العربي الجديد“، إن 15 جثة ظهرت خلال الـ 24 ساعة الماضية على شواطئ كل من مدن ملّولش وسلقطة والشابة، غير أنها كانت شبه متآكلة وفي وضع تحلل تام. وأكد أن الوضع الذي وجدت عليه الجثث لم يسمح بتحديد هويات أصحابها ولا جنسهم، مرجحًا أن يكونوا ضحايا مركب هجرة تعرض للغرق منذ مدة.
ولم يعرف، بحسب بن حجا، إذا كانت الجثث تعود لمهاجرين من دول جنوب الصحراء أو مهاجرين محليين، مرجحًا ظهور معطيات جديدة بعد إجراء فحص العينات من قبل مصالح الطب الشرعي.
إيران
بعد فيديو صادم لضرب أفغانيات.. مساعد الرئيس الإيراني: العنصرية ضد المهاجرين غير مبررة، واللاجئون الأفغان في إيران.. الآباء قلقون من حرمان الأطفال من التعليم
على خلفية انتشار فيديو يُظهر تعرض مهاجرين أفغان للاعتداء، وصف علي ربيعي، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاجتماعية، التصرفات تجاه المهاجرين في إيران بأنها “قبيحة وعنصرية”، مؤكدًا أن هذه الأفعال غير قابلة للتبرير ومؤلمة، ولا تتماشى مع الثقافة الإيرانية وروحها.
وفي 30 أكتوبر (تشرين الأول)، نشر ربيعي فيديو يُظهر تعرض نساء أفغانيات للاعتداء والعنف في إيران، عبر منصة “إكس”، وكتب: “الأعمال العنصرية القبيحة تجاه المهاجرين لا يمكن تبريرها، وهي لا تتماشى مع الثقافة والروح الإيرانية”.
يشار إلى أنه في الأشهر الماضية، ومع زيادة السياسات المعادية للمهاجرين من قبل النظام الإيراني تجاه المواطنين الأفغان في إيران، تم نشر العديد من التقارير حول المعاملات المهينة التي يتعرض لها المهاجرون الأفغان. وبالتزامن مع تصاعد هذا العنف، انطلقت حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد المهاجرين الأفغان تطالب بطردهم من إيران.
كما تفاقمت مشاكل اللاجئين الأفغان في إيران، ومن بينها الترحيل الإجباري، ومنع محلات تجارية ومطاعم من بيع بضائع وأغذية لهم. ومن المشاكل أيضًا إيجاد منازل للإيجار، وإعدام معتقلين أفغان تنفيذًا لأحكام غامضة أصدرها القضاء الإيراني.
وتثقل هذه المشاكل كاهل اللاجئين الأفغان في ايران، لكن ما يقلق الآباء والأمهات بالدرجة الأولى هو صعوبة تسجيل أولادهم في المدارس الإيرانية. وأثيرت هذه القضية في 19 سبتمبر/أيلول الماضي حين تجمّع عدد منهم أمام مدرسة للأطفال في العاصمة الإيرانية طهران، وتظاهروا ضد الإجراءات الصعبة لتسجيل أطفالهم في المدارس، وحرمان أطفال كثيرين من التعليم.
وأكد المحتجون أن السلطات الإيرانية تتباطأ وترفض أحيانًا تسجيل الأطفال في المدارس الإيرانية بحجة أنهم ليسوا إيرانيين، وأن مقاعد الأطفال المخصصة للأجانب غير متوفرة.
وقال متظاهر رفض كشف هويته: “لا تتعاون السلطات الإيرانية في تسجيل أطفال اللاجئين الأفغان في المدارس التي ترسلهم إلى إدارات حكومية وتقول لهم إن أوراق تسجيل أطفالهم لم تأتِ. وعندما يقصدون الإدارات ترسلهم بدورها إلى المدارس فيُهدر الأطفال التعليم.
ويعلّق الناطق باسم وزارة التعليم والتربية في إيران، علي فرهادي، على القضية بأن “إيران خصصت 20% من المقاعد المدرسية لأجانب يعيشون في أراضيها بطريقة شرعية أو غير شرعية، وأحيانًا يفوق عدد الطلاب الأجانب هذه النسبة. وبالتالي يبقى الطلاب الأجانب خارج مدرسة محددة يريد آباء تسجيل أبنائهم فيها”.
إيطاليا
قضاة يعترضون على سياسة الحكومة في تحديد البلدان “الآمنة” لإعادة المهاجرين
طلب القضاة في محكمة بولونيا من محكمة العدل الأوروبية الأسبوع الماضي التدخل في أعقاب تغييرات أدخلتها حكومة جورجيا ميلوني على القانون المعني بإرسال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط إلى مراكز أنشأتها في ألبانيا بدلا من إيطاليا، وذلك ريثما تتم إعادتهم إلى بلدانهم “الآمنة”، والتي تسببت في “تضارب التفسيرات”، وفقا لوثيقة قضائية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء الماضي.
وحاولت الحكومة اليمينية المتطرفة إيجاد طريقة للتحايل على المعارضة القضائية لصفقتها الخاصة بالمهاجرين مع ألبانيا، عبر تغيير القانون.
فمطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت إيطاليا قد نقلت الدفعة الأولى من المهاجرين إلى ألبانيا، إلا أنه وبعد أسابيع قليلة لم يتبق أحد منهم في مراكز ألبانيا. وذلك بعد أن رفض القضاة في روما الموافقة على احتجازهم في تلك المراكز. إذ ضمت المجموعة 16 مهاجرا من مصر وبنغلادش واكتُشف بعد وصولهم أن من بينهم قاصران وشخصان “ضعيفان”، وهذا مخالف للقانون الذي وضعته الحكومة نفسها في تحديد الشرائح المستهدفة، فتمت إعادة القاصرين على الفور، ومن بعدهما الجميع بناء على قرار القضاة.
وقال القضاة إنهم يتبعون حكما من محكمة العدل الأوروبية والذي بموجبه يجب أن تستوف البلدان المصنفة على أنها “آمنة” معايير الأمان بالنسبة للجميع، لكن إيطاليا أنشأت قائمة بتلك البلدان الآمنة مع استثناءات، مثل النساء والأطفال والقاصرين وضحايا الانتهاكات والعنف.
وردا على ذلك، قامت الحكومة بسرعة بتغيير القانون، وإزالة المبادئ التوجيهية السابقة.
والجمعة، 25 أكتوبر/تشرين الأول، طلب قضاة محكمة بولونيا من المحكمة الأوروبية توضيح الموقف في مواجهة “الاختلافات الواضحة” و”تضارب التفسير” في النظام القانوني الإيطالي. كما نوهوا إلى أنه ليس من الممكن إعلان بلدان بأكملها آمنة عندما تكون هناك أدلة على اضطهاد الأقليات.
فرنسا
العثور على جثث ثلاثة مهاجرين على شواطئ “با دو كاليه”، ومصرع مهاجريْن في المانش، وماكرون يعلن عقد “شراكة أقوى” مع المغرب لمكافحة “الهجرة السرية”
عثرت السلطات الفرنسية على ثلاث جثث لمهاجرين، جميعهم رجال، على شواطئ “با دو كاليه” شمال فرنسا، بعد ظهر الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد ساعات قليلة من وفاة مهاجر آخر في منطقة قريبة في أثناء محاولته عبور بحر المانش باتجاه المملكة المتحدة.
وكانت المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال قد أعلنت عن وفاة مهاجر يوم الأربعاء، في أثناء محاولته العبور برفقة عشرات المهاجرين على متن قارب، تعرض لصعوبات في الإبحار قبالة سواحل شمال فرنسا. وشهد عام 2024 عددا غير مسبوق لضحايا غرق قوارب المهاجرين، مع تسجيل وفاة 57 مهاجرا منذ يناير/كانون الثاني.
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات الفرنسية في بيان، أن رجلًا هنديًا يبلغ من العمر حوالي 40 عامًا توفي صباح الأحد الماضي شمال فرنسا، بعد أن فرغ القارب المطاطي الذي كان على متنه برفقة مهاجرين آخرين لعبور المانش.
وشهد هذا العام عددا غير مسبوق لضحايا غرق قوارب المهاجرين، في أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة عبر المانش، ووفقا للمحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال، توفي منذ مطلع هذا العام 56 مهاجرًا.
وفي ختام زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، أعلن في خطاب أمام الجالية الفرنسية الأربعاء الماضي في الرباط عقد شراكة أقوى مع المملكة قائلا: “نريد نحن والمغرب معا أن نكافح ضد جميع أشكال التهريب، أن نحارب الهجرة غير النظامية والشبكات التي تستغلها والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات (…) إننا نعقد شراكة قوية، بالتزام جد قوي، وثقة واحترام قواعد كل طرف، والتزام بتحقيق نتائج”.
وحظيت قضية الهجرة باهتمام كبير من الجانب الفرنسي خلال هذه الزيارة، إذ يريد وزير الداخلية الجديد برونو روتايو الذي يعتمد نهجا صارما بهذا الخصوص، دفع المغرب إلى استعادة مواطنين أوقِفوا لإقامتهم بطريقة غير نظاميّة في فرنسا.
البحر الأبيض المتوسط
إنقاذ 90 مهاجرًا في عمليتي إنقاذ منفصلتين
أعلنت منظمة “أس أو أس ميديتيرانيه“، أنه وبعد تحذير أطلقته منظمة “هاتف الإنذار”، أنقذت سفينة “أوشن فايكنغ” صباح الأربعاء الماضي 25 مهاجرًا، بينهم خمسة قاصرين غير مصحوبين، من قارب خشبي كان في منطقة تتداخل فيها منطقتا البحث والإنقاذ التونسية والمالطية.
وبحسب منشور للمنظمة “أمضى الناجون الذين غادروا صبراتة (ليبيا)، أكثر من أربعة أيام في البحر ولم يكن معهم سوى زجاجة ماء لكل واحد منهم”، مشيرة إلى أن معظمهم من مصر وسوريا.
ونوهت المنظمة إلى أن السلطات خصصت ميناء “تشيفيتافيكيا” كميناء آمن لإنزال المهاجرين، مطالبة السلطات الإيطالية بتوفير ميناء أقرب لـ”تجنب الملاحة غير الضرورية لمدة يومين ونصف، مما يطيل أمد رحلتهم الشاقة بالفعل”.
وفي سياق متصل، قام طاقم “سي آي 5” الجديدة وفي أولى مهماته، إنقاذ 65 شخصا قبالة سواحل لامبيدوزا في منتصف ليل الثلاثاء الماضي. وكان المهاجرون على متن قارب خشبي متهالك ومحركه معطل. وقالت المنظمة الألمانية غير الحكومية إن القارب انجرف ولم يكن هناك أي ركاب يرتدون سترات النجاة.
وجاء في بيان المنظمة “لقد تطلب سوء الأحوال الجوية والظروف الليلية والأمواج العالية جدا الإنقاذ الفوري للمهاجرين. تمكن الطبيب الموجود على متن السفينة من التأكد من أن جميع الأشخاص كانوا بصحة جيدة ولم يتعرضوا لإصابات خطيرة”.
وكان من المقرر أن تصل سفينة “سي آي 5” إلى ميناء أورتونا “البعيد” في منطقة أبروزو، لإنزال المهاجرين، وهي رحلة تتطلب “عدة أيام” من الملاحة. في مواجهة إصرار قبطان السفينة، تراجعت السلطات الإيطالية عن قرارها وسمحت للسفينة بالذهاب إلى بوزالو في صقلية، والتي كانت أقرب بكثير وتتطلب سفرا أقل.
ووصلت السفينة صباح الخميس الماضي إلى صقلية، وقال جوردن إيسلر رئيس المنظمة “يسعدنا أن المهمة الأولى لسفينتنا الجديدة قد اكتملت بأمان وبنجاح. لقد قام طاقمنا بإحضار الناجين إلى بر الأمان في أقل من 36 ساعة. هذا إنجاز استثنائي حققه فريق الإنقاذ المكون من ثمانية أشخاص”.
ألمانيا
تقليص المساعدات المالية لطالبي اللجوء في العام المقبل، وارتفاع ملحوظ في عدد عمليات ترحيل اللاجئين من ألمانيا
سيحصل طالبو اللجوء في ألمانيا على أموال أقل لتغطية نفقات معيشتهم في العام المقبل 2025. وقالت وزارة الشؤون الاجتماعية الثلاثاء (29 أكتوبر/تشرين الأول 2024) أن معدلات المتطلبات الشهرية ستنخفض بمقدار 13 إلى 19 يورو شهريا عند مطلع العام، اعتمادا على العمر والمعيشة والوضع العائلي. ونشرت الوزارة التعديلات الجديدة لقانون إعانات طالبي في الجريدة القانونية واطلعت عليها صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية.
وحسب التعديلات سيحصل طالبو اللجوء غير المتزوجين ولا يعيشون في سكن مشترك في المستقبل على 441 يورو شهريا مقارنة بـ460 يورو سابقا. أما بالنسبة للأزواج الذين يعيشون في شقة مشتركة أو طالبي اللجوء في سكن جماعي، ينخفض المبلغ الشهري من 413 إلى 397 يورو. كما سينخفض مقدار المساعدات بالنسبة للأطفال والشباب والبالغين غير المتزوجين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا ويعيشون مع والديهم.
كما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية يوم الخميس (31 أكتوبر/تشرين الأول 2024) أن عدد عمليات الترحيل من ألمانيا في الشهور التسعة الأولى من هذا العام ارتفع بنسبة تزيد عن 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب الوزارة، تم تنفيذ 14 ألف و706 عمليات ترحيل في الفترة بين مطلع يناير/كانون الثاني ونهاية سبتمبر/أيلول الماضيين، مقابل 12 ألف و42 عملية خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وبذلك، يرتفع عدد الأشخاص الذين تم ترحيلهم في الشهور التسعة الأولى من عام 2024 بمقدار يزيد عن 2600 شخص مقارنة بنفس الفترة من عام 2023 (أي زيادة بنسبة 22%).
وأوضحت الوزارة أن الوجهات الرئيسية للأشخاص الذين تم ترحيلهم هي جورجيا ومقدونيا الشمالية والنمسا وألبانيا وصربيا. تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا نفذت عمليات ترحيل إلى أفغانستان في أواخر أغسطس/آب الماضي وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة، ًإذ تم ترحيل 28 شخصا من مرتكبي الجرائم.
وكانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر صرحت قبل بضعة أسابيع بقولها: “ستكون هناك عمليات ترحيل أخرى إلى أفغانستان في القريب العاجل”. وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي أنه يجري دراسة كيفية تنظيم عمليات ترحيل لأشخاص من مرتكبي الجرائم إلى سوريا أيضا.
المملكة المتحدة
أكثر من 30 ألف مهاجر قدموا إلى بريطانيا عبر قناة المانش
كشفت بيانات أولية لوزارة الداخلية البريطانية عن وصول أكثر من 30 ألف مهاجر إلى بريطانيا عبر قناة المانش منذ بداية هذا العام، رغم جهود حكومة حزب العمال الجديدة للحد من هذه الظاهرة. ووصل عدد الوافدين حتى الآن إلى 30 ألفا و431 مهاجر، معظمهم من شمال فرنسا.
وعبر 564 شخصا -يوم الأربعاء الماضي- على متن 12 قاربا إلى جنوب بريطانيا، ليصل إجمالي الوافدين خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده إلى حوالي 5 آلاف و200، مما يجعله من أكثر الأشهر ازدحاما في تاريخ الهجرة عبر القناة.