الأشخاص المتنقلين: كافة الأشخاص الذين ينتقلون من مكان إلى آخر لفترات طويلة نسبيا من الوقت ويحتاجون إلى معيار أساسي من الحماية. بين الأشخاص المتنقلين، قد تجد كُلًّا من: اللاجئين/ات، وطالبي/ات اللجوء، والنازحين/ات داخليا وخارجيا، والمهاجرين/ات، والمهاجرين/ات غير المسجلين/ات، ولاجئي/ات المناخ، والأشخاص في المهجر/والشتات، والمهاجرين/ات غير النظاميين، والمزيد.
فلسطين
برنامج الغذاء العالمي: مليونا شخص في غزة يعتمدون كليًّا على المساعدات، والأونروا: فلسطينيو غزة يتعرضون للتجويع، والفلسطينيون يأكلون السلاحف البحرية لمقاومة الجوع، وتدمير آلاف الوحدات السكنية في جنين
تستمر حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة الأيوبية التي تؤوي نازحين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن مليوني شخص في غزة معظمهم نازحون بلا مصدر دخل يعتمدون كليا على المساعدات. وأشار إلى أنه ومع تناقص المخزون واستمرار إغلاق المعابر تحتاج غزة إلى الغذاء الآن. ولفت برنامج الأغذية العالمي إلى أن مئات الآلاف من سكان غزة معرضون للخطر مع تناقص مخزون الغذاء.
فيما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا“، أمس السبت، إن فلسطينيي غزة محاصرون ويتعرضون للقصف والتجويع، بينما تتكدس إمدادات الغذاء والدواء والوقود والمأوى المؤقتة عند معابر القطاع. وأوضحت أن إسرائيل تغلق معابر القطاع للأسبوع السابع على التوالي وتمنع دخول “المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والتجارية، والأغذية، ولقاحات الأطفال، والوقود إلى غزة”.
ويواجه فلسطينيو القطاع موجة الجوع الجديدة منذ إغلاق إسرائيل للمعابر في وقت لم يتعافوا فيه أصلًا من آثار الموجة السابقة التي نجمت عن سياسة إسرائيل في تقنين دخول المساعدات الغذائية والإغاثية للقطاع على مدار 19 شهرًا من الإبادة الجماعية. وطالبت أونروا بضرورة “إعادة فتح المعابر للسماح بتدفق المساعدات بشكل مستمر”، داعية إلى تجديد وقف إطلاق النار في القطاع.
وفي سياق متصل، أعلنت “أونروا”، توزيع طرود غذائية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقالت الوكالة في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن كل أسرة ستتلقى أيضًا مساعدات نقدية للمساعدة في تلبية احتياجاتها الأساسية. وأضافت أن “هذا الدعم أمر حيوي لأن 70 إلى 80% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون في فقر، وما زالت البلاد تواجه أزمة اقتصادية”.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة “العربي الجديد” تقريرًا عن أوضاع الفلسطينيين في القطاع، ونقلت فيه أن أسرًا من غزة تأكل السلاحف لمقاومة الجوع.
وحذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من بدء تفشي المجاعة في قطاع غزة، في ظلّ استمرار الحصار الشامل غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ 45 يومًا، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية لأطول مدة متصلة منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية قبل أكثر من 18 شهرًا.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ طواقمه العاملة في قطاع غزة بدأت برصد مؤشرات خطيرة تنذر بدخول السكان حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد يوشك أن ينتقل إلى مستوى المجاعة، إذ تسبّب الحصار الإسرائيلي بنقص حاد ومستمر في الغذاء الأساسي الضروري للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الحبوب والبروتينات والدهون، إلى جانب تعطيل وتدمير ما تبقى من البنية التحتية الزراعية والغذائية من خلال القصف والاحتلال العسكري المباشر، علاوة على اضطرار السكان لبيع بعض من ممتلكاتهم الأساسية من أجل توفير الغذاء، ما يشي ببدء انهيار آليات التكيّف لديهم.
وذكر أنّ العائلات في قطاع غزة اضطرت إلى تقليص الوجبات اليومية للحد الأدنى، ما أدّى إلى نقص واضح في أوزان السكان الذين بات معظمهم يعتمد على نحو شبه كامل على المعلّبات القليلة المتوفرة، في ظل غياب الغذاء الطازج والمغذي، واعتماد العائلات في توفير وجبة الطعام اليومية على التكايا الخيرية، التي صعّد الجيش الإسرائيلي من وتيرة استهدافها بالقصف الجوي في الأسابيع الأخيرة، في إصرار على حرمان السكّان من حقهم حتى في الحصول على الحد الأدنى من الطعام.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت عمدًا أكثر من 37 مركزًا لتوزيع المساعدات و28 تكية طعام، في سياق سياسة منهجية لتجويع المدنيين ومفاقمة معاناتهم، ويتجلى ذلك بوضوح في مشاهد الفلسطينيين الذين يضطرون للاصطفاف في طوابير طويلة قرب هذه المرافق، أملًا في الحصول على وجبة بسيطة من الأرز أو الحساء، وهي مشاهد غير مسبوقة في قطاع غزة، وتعكس مستوى الانهيار الإنساني الناجم عن الحصار والاستهداف المتعمد لمصادر البقاء الأساسية.
وفي الضفة الغربية، قالت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين: إن الاحتلال شق واستحدث 15 شارعا في مخيم جنين على حساب عشرات المنازل، كما يواصل تشديد حصاره على المخيم بإغلاق شوارع مؤدية له بسواتر ترابية، ودمر نحو 600 منزل بالمخيم وقرابة 3000 وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن.
السودان
السودان يواجه أزمة النزوح “الأكثر ضررًا بالعالم” وسط أسوأ تمويل إنساني منذ عقود
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان صحفي في 14 إبريل/نيسان الجاري، إنه بعد عامين على نشوب الحرب الأهلية في السودان، في منتصف إبريل/نيسان 2023، “تحدث الآن أكثر أزمات النزوح ضررا في العالم، وسط أسوأ حالة تمويل إنساني منذ عقود”.
وأشارت المنظمة الاممية إلى أنه لا يزال عدد المواطنين السودانيين في أوروبا منخفضا، ورغم ذلك، فقد ارتفع عدد الوافدين في الشهرين الأولين من العام الجاري بنسبة 38٪ مقارنة بالعام السابق، وفق المنظمة الأممية، التي أعربت عن مخاوفها من حدوث المزيد من التدفقات.
وأوضح البيان أن “نحو 13 مليون شخص لاذوا بالفرار من ديارهم في السودان حتى الآن، من بينهم 4 ملايين شخصٍ عبروا الحدود إلى دول الجوار مثل مصر وجنوب السودان، وتشاد وليبيا، وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، وأبعد من ذلك إلى أوغندا”، قبل أن يضيف ” لقد استمر النزوح في التزايد في السنة الثانية من النزاع، إذ فرّ أكثر من مليون شخص من السودان”.
وأردفت المنظمة أن ” الوافدين الجدد يسجلون بأنهم تعرضوا للعنف الجنسي وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن مشاهدتهم عمليات قتل جماعي، نصفهم من الأطفال، بما في ذلك الآلاف ممن ليس لديهم عائلات”، وأكدت المفوضية أن السودان الآن، هو البلد الذي يضم أكبر عدد من النازحين من شعبه كلاجئين في إفريقيا.
وتابعت المنظمة الأممية بالقول إن “انعدام السلام والمساعدات والفرص الكافية في بلدان اللجوء يدفع المزيد من الناس إلى البحث عن الأمان خارج حدود السودان”. ووصل أكثر من 70 ألف لاجئ سوداني إلى أوغندا، بينما يواصل آخرون محاولة العبور الخطير إلى أوروبا، بحسب المنظمة.
تونس
تونس ترحّل 160 مهاجرًا غينيًا في إطار خطة “العودة الطوعية”
رحّلت السلطات التونسية 160 مهاجرًا غينيًا إلى بلادهم في إطار خطة عودة المهاجرين الطوعية التي تُنفَّذ بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. وانطلقت رحلة عودة المهاجرين غير النظاميين من مطار تونس قرطاج الدولي في العاصمة التونسية، وقد أظهر تسجيل فيديو، بثّه التلفزيون الرسمي، المهاجرين في قاعة الانتظار بالمطار وهم ينتظرون موعد إقلاع طائرتهم. وقد نقلت وسائل إعلام محلية عن مهاجرين أنّهم قرّروا العودة طوعًا إلى بلادهم بعدما فقدوا الأمل بالعبور نحو أوروبا.
ولم يتم التأكد من جهة محايدة إذا كانت عمليات الترحيل هذه تمت بصورة طوعية أم قسرية، خاصة مع وجود انتقادات حقوقية كثيرة لتعامل نظام قيس سعيد مع المهاجرين.
إيطاليا
تورينو: طوابير من المهاجرين أمام مكاتب مغلقة للهجرة والنقابة تطلق نداءً
في مدينة تورينو الإيطالية، يشهد مقر مفوضية الشرطة في شارع كورسو فيرارا مشهدًا متكررًا كل صباح: عشرات المهاجرين يقفون في طوابير منذ ساعات الفجر الأولى في محاولة للحصول على موعد لتجديد تصاريح الإقامة أو لتقديم طلبات جديدة. ومع ذلك، تُغلق أبواب مكاتب الهجرة أمامهم، دون أي توضيح أو ضمان لموعد لاحق. نقابة العمال الإيطالية CGIL (فرع تورينو) أعربت عن قلقها الشديد إزاء هذه الأوضاع، ووصفتها بأنها غير إنسانية وتنتهك كرامة المهاجرين. وأشارت النقابة إلى أن الكثير من هؤلاء الأشخاص يضطرون إلى قضاء الليلة في العراء لضمان موقع متقدم في الطابور، فقط ليُقابلوا في الصباح بخيبة الأمل.
في بيانها، أكدت CGIL أن هذه الأزمة المتفاقمة تؤثر بشكل مباشر على حياة الآلاف من المهاجرين، إذ يواجهون خطر فقدان وظائفهم أو حُرموا من الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية بسبب التأخر في تجديد الإقامة أو استحالة الوصول إلى المواعيد. وأضافت أن الوضع يزداد سوءًا بسبب نقص الموظفين وتراكم الملفات داخل مكاتب الهجرة. النقابة طالبت وزارة الداخلية والحكومة الإيطالية بضرورة التحرك الفوري وفتح حوار جاد مع الهيئات النقابية ومنظمات المجتمع المدني. ودعت إلى اتخاذ خطوات ملموسة تشمل تعزيز الموارد البشرية، وتبسيط الإجراءات البيروقراطية، واعتماد نظام حجز مواعيد عادل وفعّال يحترم حق الجميع في تسوية أوضاعهم القانونية.
اليونان
خفر السواحل اليوناني يعثر على جثتي امرأتين قبالة جزيرة فارماكونيسي
أعلن خفر السواحل اليوناني العثور على جثتي امرأتين قبالة جزيرة فارماكونيسي الصغيرة في بحر إيجة، الاثنين الماضي، مشيرًا إلى أن تحقيقًا جارٍ لمعرفة ملابسات الحادث لا سيما وأن ظروف الوفيات غير واضحة.
وأضاف المصدر ذاته، أن دوريات خفر السواحل عثرت على 39 مهاجرًا خلال العملية ذاتها وفي نفس المنطقة، قبل أن يُنقلوا إلى جزيرة ليروس المجاورة.
وأُبلغت السلطات اليونانية أن المهاجرين وصلوا في وقت سابق من اليوم إلى الجزيرة التي تبعد ستة أميال فقط (9.7 كم) من الساحل التركي، حسبما أفاد مسؤولون في خفر السواحل.
ألمانيا
محكمة ألمانية تقر إمكانية ترحيل طالبي اللجوء إلى اليونان
أصدرت المحكمة الإدارية الفيدرالية في لايبزيغ، ألمانيا، قرارًا يسمح بترحيل طالبي اللجوء الذين سبق وأن حصلوا على حماية دولية في اليونان، معتبرة أن ذلك لا يشكل انتهاكًا لحقوقهم الأساسية. القرار جاء في سياق قضيتين لرجلين: أحدهما صومالي يبلغ من العمر 32 عامًا، والآخر من غزة يبلغ 34 عامًا، كانا قد حصلا على حماية في اليونان قبل انتقالهما إلى ألمانيا وطلب اللجوء هناك. المحكمة رأت أن طالبي اللجوء “العزاب، الأصحاء، والقادرين على العمل” لا يواجهون خطرًا كبيرًا من المعاناة أو الظروف اللاإنسانية عند إعادتهم إلى اليونان. وأشارت إلى أن هؤلاء يمكنهم الحصول على احتياجاتهم الأساسية مثل المأوى والطعام من خلال الملاجئ المؤقتة أو العمل غير الرسمي، بالإضافة إلى توفر الرعاية الطبية الطارئة. هذا القرار يتناقض مع أحكام سابقة لمحاكم ألمانية أخرى كانت قد أوقفت عمليات الترحيل إلى اليونان بسبب ظروف الاستقبال السيئة هناك. منظمات حقوقية مثل “Pro Asyl” انتقدت القرار، معتبرة أنه يتجاهل الواقع الصعب الذي يعيشه اللاجئون في اليونان، بما في ذلك التشرد وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية. القرار قد يمهد الطريق أمام ألمانيا لاستئناف ترحيل طالبي اللجوء الذين حصلوا على حماية في دول أوروبية أخرى، خاصة اليونان، مما يثير جدلًا واسعًا حول التزامات الدول الأوروبية تجاه حقوق اللاجئين والمعايير الإنسانية.
فرنسا
الطواقم الفرنسية تنقذ 30 مهاجرًا بعد انطلاق عدة قوارب باتجاه المملكة المتحدة
نشرت المحافظة البحرية للمانش “بريمار” بيانا حول عمليات الإنقاذ التي تمت يوم الثلاثاء 15 إبريل/نيسان، وجاء فيه أنه “تم تقديم المساعدة والرعاية لـ30 شخصا من قبل خدمات الطوارئ”.
تابع البيان “تم الإبلاغ عن مغادرة العديد من قوارب المهاجرين إلى مركز المراقبة والإنقاذ الإقليمي في غريس نيز (CROSS). ونشر المركز العديد من موارد الإنقاذ البحري من أجل مراقبة جميع القوارب، وطلبت العديد منها المساعدة بعد أن كانوا في خطر”.
بولندا
العثور على جثتين في نهر يرجح أنهما لمهاجرين
عثرت السلطات البولندية، الأربعاء الماضي، على جثتين في نهر بوج على الحدود مع بيلاروسيا. ويقوم المحققون بإجراء تشريح للجثتين لتحديد هوية الضحيتين وسبب وفاتهما. وقالت كاتارزينا جوجولينسكا من شرطة “بيالا بودلاسكا”، إن الجثتين كانتا متحللتين للغاية عند العثور عليهما.
لكن بحسب التقارير الأولية، تعتقد السلطات البولندية أن الرجلين مهاجران حاولا عبور الحدود بطريقة غير شرعية، قادمين من بيلاروسيا.
ونقلت وسائل إعلام عن السلطات البولندية قولها إن نحو 300 شخص حاولوا منذ بداية العام عبور الحدود البولندية البيلاروسية في مقاطعة لوبلين.
وأعلن حرس الحدود البولندي أن دورياته أنقذت خلال الـ24 ساعة الماضية 13 شخصا من نهر بوج، في مدينة أخرى بمقاطعة لوبلين. وقال داريوش سينيكي إن المهاجرين كانوا مواطنين من أفغانستان وسوريا وباكستان.
الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي يدرج 7 دول في قائمة “الدول الآمنة” لتسريع إجراءات اللجوء والترحيل
أعلنت المفوضية الأوروبية عن إدراج سبع دول في قائمة “الدول الآمنة”، في خطوة تهدف إلى تسريع البت في طلبات اللجوء المُقدمة من مواطني هذه الدول، وتقليص فترة دراسة الطلبات من ستة أشهر إلى ثلاثة فقط. وتشمل القائمة: مصر، تونس، المغرب، الهند، بنغلاديش، كولومبيا، وكوسوفو. ويعني هذا القرار أن طلبات اللجوء من مواطني هذه الدول ستُنظر في إطار آليات معالجة مبسطة، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الرفض والترحيل. ووفقًا للمفوضية الأوروبية، فإن معدل قبول طلبات اللجوء المقدمة من مواطني هذه الدول يقل عن 5%، ما يعزز مبررات اعتماد هذه السياسة الجديدة.
وعلى الرغم من الإسراع في الإجراءات، شددت المفوضية على أن كل طلب لجوء سيُدرس على أساس فردي، وسيُمنح صاحبه الحق الكامل في الطعن على القرار أمام المحاكم الوطنية، بما يتماشى مع القوانين الأوروبية. وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة. إذ عبّرت منظمات حقوقية، مثل منظمة العفو الدولية، عن قلقها من أن يُستخدم تصنيف “الدولة الآمنة” كذريعة لتجاهل أوضاع الأفراد الذين قد يتعرضون للاضطهاد أو التهديد في بلدانهم، مثل المعارضين السياسيين أو أفراد الأقليات. تأتي هذه السياسة في سياق جهود أوسع من جانب الاتحاد الأوروبي لإصلاح نظام اللجوء، وذلك وسط تزايد الضغوط السياسية من بعض الدول الأعضاء المطالِبة بإجراءات أكثر صرامة في التعامل مع الهجرة، لاسيما في ظل تصاعد أعداد الوافدين إلى أوروبا خلال السنوات الأخيرة.
البحر الأبيض المتوسط
اليونيسف: 3500 طفل لقوا حتفهم في وسط البحر المتوسط خلال العشرية الماضية
أعلنت اليونيسف، في بيان صحفي صدر في منتصف إبريل/نيسان الجاري، أن “نحو 3500 طفل لقوا حتفهم أو اختفوا في أثناء محاولتهم عبور طريق الهجرة من وسط البحر المتوسط إلى إيطاليا، على مدار السنوات العشر الماضية”، ما يعني فقدان طفل واحد حياته كل يوم لمدة عقد من الزمن.
وأوضح البيان الصحفي، أن “العديد من الأطفال الذين يحاولون عبور طريق وسط البحر الأبيض المتوسط يفرون من الحروب والصراعات والعنف والفقر، ما يدفعهم باستمرار إلى النزوح، ويجبرهم على البحث عن الأمان وفرص الحياة في أماكن أخرى”.
وقالت المنظمة الدولية في بيانها، إن “نحو سبعة من كل 10 أطفال يقومون بهذه الرحلة دون مرافقة أحد الوالدين أو وصي قانوني، ما يعني أن معظم الأطفال الذين ماتوا أو اختفوا على هذا الطريق كانوا يسافرون بمفردهم، وقد تكون رحلاتهم مروعة للغاية”. وأردفت المنظمة أن “معطيات الإحصاء وجدت أن أكثر من نصف الأطفال واليافعين قالوا إنهم تعرضوا للعنف الجسدي، بينما أفاد ثلثهم بأنهم احتجزوا في مكان ما ضد إرادتهم”.
إنجلترا
وفاة مهاجر على قارب صغير في بحر المانش
لقي مهاجر غير نظامي حتفه بعد طارئ صحي أصابه في خلال محاولة عبور بحر المانش على متن قارب صغير، بحسب ما أعلنت الشرطة في كنت جنوب شرقي إنجلترا، يوم الجمعة. وأوضحت شرطة كنت، في بيان، أنّ اتصالًا جرى بقوات الأمن صباح الجمعة، بعدما “استجابت دورية تابعة لوحدة الحدود لنداء بشأن حالة صحية طارئة على متن قارب صغير في بحر المانش”.
وأعلنت جمعية الإنقاذ البحري “المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة” في بريطانيا أنّ سفينة الإنقاذ التابعة لها في دوفر أُرسلت بطلب من خفر السواحل، صباح الجمعة، إلى مكان وقوع الحادثة في بحر المانش”. وأوضحت أنّها نقلت مجموعة من المهاجرين غير النظاميين إلى دوفر، بحسب وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”. لكن لم يتّضح في هذه المرحلة عدد المهاجرين الذين وصلوا.
وأشارت شرطة كنت إلى أنّ “وفاة رجل أُعلنت”، في ذلك الحين. وقد فُتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة، في حين شدّدت الشرطة على أنّ “الأولوية ما زالت لمعرفة هوية الرجل من أجل إبلاغ أسرته” بوفاته.
وتأتي هذه الوفاة بعد عبور مئات المهاجرين بحر المانش، يوم الثلاثاء الماضي، في أعلى تدفّق خلال يوم واحد منذ بداية العام الجاري. وتشير الأرقام الأولية الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية إلى أنّ 705 أشخاص خاضوا رحلة الهجرة غير النظامية، على متن 12 قاربًا.
الولايات المتحدة الأمريكية
ترحيل مهاجرين فنزويليين باستخدام قانون يعود للقرن الثامن عشر، وإدارة ترامب تحذف 6 آلاف مهاجر لاتيني من الضمان الاجتماعي “صنفتهم أمواتا”، واعتقال طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا من قبل سلطة الهجرة الأمريكية
في خطوة مثيرة للجدل، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءات ترحيل مهاجرين فنزويليين محتجزين استنادًا إلى “قانون الأعداء الأجانب” الصادر عام 1798، وهو تشريع نادر الاستخدام يُفعل عادة فقط في أوقات الحرب. القرار جاء بعد أن أصدرت المحكمة العليا الأمريكية في 7 إبريل/نيسان 2025 حكمًا يتيح للحكومة المضي قدمًا في استخدام هذا القانون، بشرط أن يتم إخطار المهاجرين مسبقًا لمنحهم فرصة للطعن القانوني قبل تنفيذ الترحيل. وقد أُبلغ عدد من المهاجرين الفنزويليين بأن ترحيلهم وشيك، فيما أشارت تقارير إلى أن بعضهم قد نُقل بالفعل إلى المطارات دون إتاحة وقت كافٍ للاستئناف، مما دفع محامي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) إلى تقديم طعن عاجل أمام المحكمة العليا لمحاولة وقف العملية. وعلى الرغم من ذلك، رفض قاضٍ فيدرالي في وقت لاحق طلبًا لوقف الترحيل، ما منح الإدارة الضوء الأخضر لتنفيذ القرار.
وقد بدأت عمليات الترحيل بالفعل، إذ تم إرسال بعض المهاجرين إلى دول مثل السلفادور، واحتُجز عدد منهم في منشآت مثيرة للجدل، من بينها مركز مكافحة الإرهاب (CECOT). وذكرت تقارير أن بعض المرحّلين كانوا يملكون قضايا لجوء مفتوحة أو لم تكن لديهم أي إدانات جنائية مثبتة، مما أثار انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية. ويواجه هذا الإجراء سيلًا من الانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان ومحامين، الذين يعتبرون أن استخدام قانون عمره أكثر من قرنين لترحيل المهاجرين يشكل سابقة خطيرة، ويُعد تهديدًا للضمانات القانونية الأساسية وحق الأفراد في محاكمة عادلة. كما يثير القرار تساؤلات بشأن مدى التزام الإدارة الأمريكية الحالية بالقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قامت زورًا بتصنيف أكثر من 6 آلاف مهاجر لاتيني في سجلات الضمان الاجتماعي على أنهم متوفون، في خطوة يُزعم أنها تهدف إلى دفعهم لمغادرة البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الإجراءات أثارت جدلًا واسعًا بعد أن قام موظفو الضمان الاجتماعي بمراجعة بيانات بعض المهاجرين الذين اعترضوا على تسجيل وفاتهم، ما اضطر الإدارة إلى إعادة تسجيل نحو 30 حالة منهم خلال الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة أن الهدف من هذا التصنيف الزائف هو حرمان المهاجرين من الحصول على المزايا الاجتماعية، وهو الإجراء الذي تم فيه تجاهل تحذيرات موظفي الضمان الاجتماعي الذين اعتبروا أن هذا التصنيف يعد تزويرًا متعمدًا وغير قانوني.
وفي سياق متصل، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هيوستن صحة التقرير، مؤكدةً أن المهاجرين غير النظاميين لم يُدرجوا كموتى؛ إذ إنه تم تعديل تسمية قاعدة البيانات من “ملف المتوفين الرئيسي” إلى “ملف غير المؤهلين الرئيسي” عقب انتهاء فترة الإفراج المشروط عنهم، وفقًا لتصريحاتها التي أشارت إلى ضرورة حماية حقوق المواطنين الأمريكيين.
في 14 إبريل/نيسان 2025، ألقت سلطات الهجرة الأمريكية القبض على الطالب الفلسطيني محسن مهدوي، الذي يحمل بطاقة إقامة دائمة، في أثناء حضوره لموعد مقابلة الجنسية في مكتب خدمات الهجرة والجنسية في برلنغتون، فيرمونت. كان مهدوي قد تلقى إشعارًا بموعد المقابلة، إلا أنه تم توقيفه من قبل عناصر بملابس مدنية، مما أثار جدلًا واسعًا حول استهداف النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية. مهدوي، الذي نشأ في مخيم الفارعة للاجئين في الضفة الغربية، يُعتبر من أبرز قادة الحراك الطلابي المؤيد لفلسطين في جامعة كولومبيا. شارك في تأسيس جمعية “دار” الطلابية، وقاد احتجاجات تدعو الجامعة إلى سحب استثماراتها من إسرائيل. وكان من المقرر أن يبدأ برنامج الماجستير في كلية الشؤون الدولية والعامة في كولومبيا في خريف 2025.
بعد اعتقاله، قدم محاموه التماسًا قضائيًا وصفوا فيه توقيفه بأنه “غير قانوني” و”انتقامي” بسبب نشاطه السياسي. استجاب قاضي المحكمة الفيدرالية في فيرمونت، ويليام سيشنز، للطلب وأمر بعدم ترحيله أو نقله خارج الولاية، مؤكدًا على ضرورة احترام حقوقه القانونية. أثار الاعتقال ردود فعل غاضبة من شخصيات سياسية بارزة، إذ وصف السيناتور بيرني ساندرز وعضوان آخران من وفد فيرمونت في الكونغرس الاحتجاز بأنه “غير أخلاقي وغير إنساني وغير قانوني”. كما أشار السيناتور كريس فان هولين إلى أن “الولايات المتحدة لا يمكنها أن تعتقل أشخاصًا لمجرد ممارستهم لحقوقهم الدستورية في حرية التعبير”.
تأتي هذه الحادثة في سياق حملة أوسع تشنها إدارة الرئيس ترامب ضد الطلاب الأجانب المؤيدين لفلسطين، إذ تم سابقًا اعتقال الطالب محمود خليل، وهو ناشط فلسطيني آخر في جامعة كولومبيا، وتمت الموافقة على ترحيله من قبل قاضٍ للهجرة في لويزيانا. تستند الإدارة في هذه الإجراءات إلى قوانين قديمة، مثل قانون عام 1952، الذي يتيح ترحيل الأجانب إذا اعتُبر وجودهم مضرًا بالسياسة الخارجية الأمريكية.