الأشخاص المتنقلين: كافة الأشخاص الذين ينتقلون من مكان إلى آخر لفترات طويلة نسبيا من الوقت ويحتاجون إلى معيار أساسي من الحماية. بين الأشخاص المتنقلين، قد تجد كُلًّا من: اللاجئين/ات، وطالبي/ات اللجوء، والنازحين/ات داخليا وخارجيا، والمهاجرين/ات، والمهاجرين/ات غير المسجلين/ات، ولاجئي/ات المناخ، والأشخاص في المهجر/ والشتات، والمهاجرين/ات غير النظاميين، والمزيد.
مصر
خطاب حكومي يرحب باللاجئين، وحملة من حسابات مرتبطة بالنظام تهاجمهم، وقرارات جديدة بحق السوريين تدفعهم لبيع ممتلكاتهم ومغادرة مصر، واعتقال لاجئ سوري كان بمصر بعد عودته إلى دمشق
قال رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن جزءًا من قوة ومكانة مصر عبر التاريخ هو كونها المقصد والملجأ للكثير من الناس، واصفًا اللاجئين، من بينهم السوريون، بأنهم “ضيوف مصر وسيبقون ضيوفنا”.
وأضاف مدبولي، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة العلمين الجديدة في 24 يوليو/ تموز الجاري، أن شعب مصر وحكومته لم يتعاملوا مع الضيوف باعتبارهم لاجئين.
وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، إن القرار الاستراتيجي للدولة المصرية هو رفض وضع الضيوف في مخيمات أو معسكرات أو معاملتهم كلاجئين مثلما تفعل باقي الدول.
وأشار مدبولي إلى أن اللاجئين اندمجوا وانصهروا داخل المجتمع المصري، وهم يحصلون على نفس المزايا التي يتمتع بها المواطن المصري.
في مقابل هذه التصريحات، نشر موقع درج نتيجة رصد حملة ضد اللاجئين من حسابات مرتبطة بالنظام المصري، وجاء في التقرير أنه في ظل الإجراءات الأخيرة التي تتخذها مصر إزاء المهاجرين واللاجئين، تجددت الحملات المناهضة لهم على منصات التواصل الاجتماعي؛ كان آخرها إطلاق وسم تحريضي، يدعو المصريين إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية عن اللاجئين غير المقننة أوضاعهم تمهيدًا لترحيلهم.
وفي الفترة ما بين 4 و13 يوليو/ تموز، انطلق وسم #بلغ_عن_لاجئ، ليحصد أكثر من 11 ألف تدوينة، شُوهدت نحو 900 ألف مرة، وأدت إلى توليد 33,305 حالة تفاعل، بحسب إحصاءات أداة Meltwater الرائدة في تحليل محتوى الشبكات الاجتماعية.
أتى وسم #بلغ_عن_لاجئ على قمة الوسوم من جهة التفاعل وعدد التدوينات المنشورة عليه. وتزامن مع إطلاقه ظهور وسوم أخرى عدة أقل زخمًا؛ منها: #ترحيل_السودانيين_من_مصر، #ترحيل_السوريين_من_مصر،#ترحيل_اللاجئين_مطلب_شعبي، #ترحيل_جميع_اللاجئين_مطلب_شعبى، #مقاطعة_محلات_السوريين، #مصر_للمصريين، #من_القاهرة_ارجعوا_دمشق، #ارجع_يازول_سودانك، #ارجع_ياسوري_ديارك.
ووفقا للموقع، شاركت في الحملة المناهضة للاجئين السوريين والسودانيين، حسابات مصرية، سبق لها التفاعل مع حملات إلكترونية منسّقة. ولطالما تلاعبت هذه الحسابات بسياسات مواقع التواصل الاجتماعي؛ بإطلاقها حملات تصيد وتشويه منسقة ضد منتقدي الرئيس والحكومة. في المقابل، عملت هذه الحسابات عبر حملات مختلفة على الترويج للرواية الرسمية إزاء مختلف الأحداث والمواقف.
وشاركت في الحملة المنسقة المناهضة للاجئين 2751 حسابًا، فيما لعبت حسابات محددة دورًا بارزًا في زيادة انتشار الوسوم، لا سيما وسمي #بلغ_عن_لاجئ و#خليك_ايجابى_وبلغ_عن_اللاجئين.
وتصدر حساب bassemelmassry@ قائمة الأكثر نشرًا على وسم #بلغ_عن_لاجىء برصيد 632 تدوينة على الأقل؛ وهو معدل قياسي يضاهي أداء الحسابات الآلية الوهمية.
لكن باسم المصري أو باسم بخيت (المايسترو) شخص حقيقي، ويعد أحد أبرز منسقي حملات التصيد والتضليل في مصر، وسبق أن قادنا تحليل نشاطه الإلكتروني إلى الكشف عن أنه يعيش في ضاحية عين شمس الشرقية بالقاهرة.
وفي وقت مبكر من صباح يوم 6 تموز 2024، أطلق باسم الحملة، محددًا هدفها؛ وهو: “مساعدة وزارة الداخلية في معرفة أماكن اللاجئين أو المقيمين غير الشرعيين، ومعرفة هل تم التقنين ولا وجب الترحيل، وده واجب وطني لمجتمع آمن.. #بلغ_عن_لاجئ”.
وحرص الحساب على الإشارة إلى الأرقام الهاتفية لغرفة العمليات الرئيسة في وزارة الداخلية، داعيًا إلى الاتصال بها للإبلاغ عن اللاجئين.
ليس معروفًا من أوكل لباسم مهمة إطلاق حملة مساندة لوزارة الداخلية، لكن توقيتها يتزامن مع دعوة الحكومة المصرية للاجئين والأجانب المقيمين الى “تقنين” أوضاعهم أو الحصول على تصاريح إقامة قبل نهاية المهلة المحددة لذلك.
كما أتت الحملة بعد إصدار مؤسسات حقوقية دولية تقارير عن عمليات تفتيش وقبض جماعي على لاجئين سودانيين، وإعادة بعضهم من مصر إلى السودان، الذي يشهد حربًا منذ إبريل/ نيسان 2023.
وسبق أن قاد باسم حملة في مطلع العام الجاري، تدعو إلى عدم الشراء من محال الأجانب بدعوى تشجيع المحال المصرية، وشارك على وسم #مش_هشتري_غير_من_المصري، الذي ضم آنذاك 21 ألف تدوينة؛ وهي الحملة التي حقق فيها مجتمع التحقق العربي.
وفي سياق متصل، قال موقع تلفزيون سوريا إن العديد من السوريين فوجئوا بقرار جديد من السلطات المصرية يُلزِم بعض الفئات بدفع غرامة قدرها 5000 جنيه عن كل عام تأخير عند استخراج الإقامة لأول مرة.
خلال السنوات السابقة، لم تكن السلطات المصرية تطالب الأطفال دون سن الـ16 والكبار فوق الستين باستخراج الإقامة. وفي حالة رغبتهم في ذلك، خاصة الأطفال للتسجيل في المدارس، كانوا يدفعون رسوم الإقامة فقط من دون أي رسوم إضافية.
ولكن وبعد انتهاء مهلة 30 يونيو/ حزيران، توالت القرارات التي زادت الضغوط على السوريين، بدءًا من إلغاء تجديد الإقامة السياحية واستخراجها، وصولًا إلى فرض غرامة تقدر بـ 5000 جنيه عن كل عام في حال أراد الشخص استخراج الإقامة للمرة الأولى.
ذكرت “هبة اللاذقاني”، سورية مقيمة في العبور بمصر، أنها كانت ترغب في تسجيل ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات في المدرسة لأول مرة. وعندما ذهبت إلى مبنى الهجرة والجوازات في العباسية بالقاهرة لاستخراج إقامة لطفلتها، فوجئت بأن الموظف طلب منها دفع 30 ألف جنيه كغرامة، مشيرًا إلى أنها مقسمة على ست سنوات بواقع 5000 جنيه لكل سنة. وذكر الموقع أن كثيرًا من السوريين يستعدون لمغادرة مصر بعد القرارات الحكومية الأخيرة.
وفي السياق ذاته، نشر موقع تلفزيون سوريا أيضا عن انتشار منشورات لبيع الأثاث المستعمل على صفحات السوريين في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، إذ يعرض كثير منهم مفروشاتهم وممتلكاتهم بغرض السفر، وذلك في أعقاب إيقاف السلطات المصرية إصدار الإقامة السياحية للأجانب أو تجديدها إلا بعد الحصول على ختم دخول جديد، فضلًا عن صعوبة الحصول على أنواع أخرى من الإقامة.
كما ازدادت المنشورات التي تتعلق بأسئلة عن الأوضاع المعيشية في سوريا، وحجوزات طيران بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى البحث عن حلول أخرى لمن لا يستطيع العودة، إذ تعد أسعار تذاكر الطيران إلى سوريا مرتفعة بالنسبة لمتوسطي الدخل، ويبلغ سعر التذكرة “ذهاب فقط” نحو 20 ألف جنيه مصري أي ما يعادل (400 دولار أميركي) للفرد، مما يشكل عبئًا ماليًا إضافيًا للعديد من العائلات الراغبة بالمغادرة.
وعلى خلفية هذه التضييقات، أكدت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن قوات النظام السوري اعتقلت لاجئًا سوريًا عاد قبل أيام إلى بلاده، قادمًا من مصر بعد القرارات الأخيرة للحكومة.
وأضافت المصادر أن اللاجئ السوري وصل إلى مطار دمشق قبل أيام، وتفاجأ شقيقه بعدم مغادرته المطار بعد انتظاره لساعات طويلة. وبعد السؤال عنه من خلال معارف وشخصيات نافذة في قوات النظام، تبين أنها اعتقلته واقتادته إلى جهة مجهولة.
وأشارت المصادر إلى أن اللاجئ الخمسيني أجرى قبل عودته إلى سوريا “فيش أمني” (التحقق من عدم وجود قضايا أمنية بحقه) خوفًا من اعتقاله رغم عدم انخراطه سابقًا في أي نشاطات سياسية أو غيرها.
وبيّنت أن اللاجئ غادر مطار القاهرة عن طريق “ورقة مرور” لعدم حيازته جواز سفر سوري، وعند وصوله إلى المطار تم إيقافه. وبعد السؤال، قال أحد المحامين إن الإيقاف كان بسبب وجود قضية عليه، من دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية.
فلسطين
استشهاد العشرات في قصف على مأوى للنازحين في غزة، ونحو 10% من سكان غزة قُتلو أو أُصيبوا أو فُقدوا منذ بدء العدوان الصهيوني، والأونوروا: 9 من كل 10 مواطنين نزحوا في غزة
يستمر العدوان الوحشي على قطاع غزة لليوم 296 على التوالي، وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، استشهاد 31 فلسطينيا بينهم أطفال وإصابة العشرات باستهداف مستشفى ميداني داخل مدرسة السيدة خديجة في منطقة آمنة داخل مدينة دير البلح وسط القطاع، كانت تضم آلاف النازحين، واستهدف المستشفى بـ3 صواريخ من مقاتلات حربية إسرائيلية.
وتقع المدرسة المستهدفة ضمن المنطقة التي ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا أنها إنسانية مستحدثة، وتمتد على طول الخط الساحلي (غرب)، من بلدة الزوايدة وسط القطاع، وحتى جنوب خان يونس (جنوب).
وفي سياق متصل، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تقديراته تظهر أن نحو 10% من سكان قطاع غزة قتلوا أو أصيبوا أو فقدوا خلال 293 يومًا من جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أن إحصاءاته الأولية تفيد بأن نحو 50 ألف فلسطيني قُتلوا أو فُقدت آثارهم تحت أنقاض المباني، أو جثثهم ما تزال في الطرقات أو في مناطق حدودية أو مدمرة بالكامل ويتعذر انتشالهم، فيما أصيب أكثر من نحو 100 ألف آخرون بجروح، وتبقى غالبية هؤلاء الضحايا من المدنيين من الأطفال والنساء، فيما فقدت آثار حوالي 3000 فلسطيني بعد أن اعتُقلوا من قطاع غزة، ولم يعرف مصيرهم بعد.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي بأن تقديراته التي تستند إلى المعلومات والإحصائيات التي جمعتها فرقه الميدانية من عينات من أحياء المدن والمخيمات، بالإضافة إلى ما تلقته من الجهات والمؤسسات المعنية، بما فيها عدد من المستشفيات والطواقم الطبية، تظهر وجود ما لا يقل عن 51 ألف حالة وفاة ناتجة عن الحصار الإسرائيلي المفروض على جميع قطاع غزة، والحرمان من الرعاية الطبية، وانهيار القطاع الصحي بالاستهداف والحصار، والضعف الشديد بخدمات الإسعاف، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية الأساسية لاسيما لمرضى السرطان والأمراض المزمنة، ومنع السفر للعلاج في الخارج، إلى جانب تفشي الأوبئة والأمراض المعدية، فضلًا عن تداعيات انتشار المجاعة وسوء التغذية في مختلف مناطق قطاع غزة، علمًا أن معدل الوفاة الطبيعية قبل بدء حملة الإبادة الجماعية كان يقدر بنحو 3.5 لكل ألف نسمة وارتفع إلى معدل 22 لكل ألف نسمة خلال حملة الإبادة.
ونبه إلى أنه يتوفر حاليًا أقل من 1,500 سرير في المستشفيات العاملة والمستشفيات الميدانية في شتّى أرجاء قطاع غزة لتلبية احتياجات ما يزيد عن مليوني شخص، بالمقارنة مع 3,500 سرير قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في وقت يتفاقم فيه نقص الأسرّة بسبب شحّ الإمدادات والمعدات الطبية، والتدمير المستمر والمنهجي والواسع النطاق للمستشفيات والمرافق الصحية من قبل الجيش الإسرائيلي، وزيادة عدد الجرحى والمرضى بشكل كبير، الأمر الذي يؤدى إلى ضعف القدرة الاستيعابية والاستجابة الطبية الفعالة، مما يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة لدى الجرحى والمرضى، وحالات وفاة كان من الممكن تجنبها، لا سيما في صفوف كبار السن.
واتصالًا بذلك؛ أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ 9 فلسطينيين من أصل 10 نزحوا قسرًا في قطاع غزة المحاصر، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة. وبينما يبدو النزوح القسري المتواصل من أبرز الأزمات التي يعانيها أهالي غزة، ولا سيّما أنّهم اختبروه مرّات عدّة في أقلّ من عشرة أشهر، ما زالت المخاوف من تفشّي شلل الأطفال في القطاع، المنكوب على كلّ الصعد، تؤرّق المعنيين.
وتبحث تلك العائلات عن ملجأ حيثما يكون الأمر ممكنًا، بحسب ما تؤكد وكالة أونروا في تدوينة نشرتها يوم الجمعة على موقع إكس، وتعدّد “المدارس المكتظة، والمباني المدمّرة، والخيام التي نُصبت عشوائيًا على الرمال أو وسط أكوام من النفايات”. وإذ توضح وكالة أونروا أنّه “لا مكان آمنًا بين تلك المذكورة”، تؤكد أنّه “لم يعد لدى الناس أيّ مكان يقصدونه”، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وفي السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، أنه يعتزم توسيع عمليته في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ودعا عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى إلى إجلاء المدينة إلى منطقة “المواصي” في الجنوب.
والأسبوع الماضي، بدأ الاحتلال عملية عسكرية أخرى في خان يونس، وأصدر أمر تهجير جديد للنازحين في شرق المدينة إلى المواصي غربًا.
وفي مختلف أنحاء خان يونس، نزح مئات الآلاف من الناس دون أن يعرفوا إلى أين يتجهون، وأثّر هذا الأمر على نحو 400 ألف شخص، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، ووصف النازحون للصحيفة، رحلة النزوح من شرق خان يونس، تحت القصف الإسرائيلي، “كأنها يوم القيامة”.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بأن “الأعمال العدائية المكثفة” الأخيرة في منطقة خان يونس، أسفرت عن موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة، وأضاف أن نحو 182 ألف شخص نزحوا من وسط خان يونس وشرقها بين يومي الاثنين والخميس، في حين لا يزال آلاف آخرين عالقين في شرق خان يونس.
وأصدر جيش الاحتلال، الاثنين الماضي، أوامر بإخلاء أجزاء من المدينة الجنوبية، معلنًا أن قواته “ستعمل بقوة” هناك، بما في ذلك في منطقة أعلنت في السابق أنها “آمنة”.
السودان
ارتفاع ضحايا النزاع في الفاشر، وأكثر من 10 ملايين نازح سوداني، وتفشي الأمراض المعدية بين اللاجئين السودانيين في تشاد، وإصابة 11 مواطنا من جنوب السودان في حادث بمصر
قال مسؤول بوزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، الاثنين الماضي، إن ضحايا النزاع في الفاشر يزيد عن 5 آلاف قتيل وجريح.
وأشار المسؤول إلى أن قادة محليين توصلوا في الفترة الأولى من اندلاع النزاع إلى اتفاق بين الجيش وقوات الدعم السريع يقضي بعدم دخولهما في معارك في الفاشر، لكنه انهار بعد قرابة العام عندما حاصرت قوات الدعم السريع المدينة التي بدأت تشهد اشتباكات عنيفة اعتبارًا من 10 مايو/ أيار الماضي.
وقال مدير عام وزارة الصحة بشمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ “سودان تربيون”، إن “عدد القتلى منذ اندلاع الحرب في الفاشر بلغ 750 شخصًا فيما أصيب 4,700 آخرون”.
وأكد خاطر وجود تحديات تواجه الوزارة تتمثل في نقص الكوادر الطبية، بعد أن غادر معظم الأطباء الولاية بسبب استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتقول تقارير الأمم المتحدة إن القتال المشتعل في الفاشر أجبر مئات الآلاف على الفرار خارج المدينة، وقد وصل أغلبهم إلى مناطق جبل مرة التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.
وفي سياق متصل، وبعد مرور 14 شهرا على الصراع في السودان، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن النزوح في البلاد يواصل الارتفاع إلى “مستويات غير مسبوقة” فيما تستمر الأزمة في التكشف وإحداث تأثيرات متتالية في المنطقة وخارجها.
ووفقا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة، أُجبر أكثر من عشرة ملايين شخص على الفرار من منازلهم في السودان، ينقسمون إلى 7.9 مليون شخص سعوا لإيجاد الأمن في أماكن أخرى من البلاد و2.2 مليون شخص إضافي نزحوا عبر الحدود إلى الدول المجاورة.
وقالت المنظمة إن هناك مخاوف متزايدة بشأن الحماية، وخاصة بالنسبة للمهاجرين واللاجئين الإثيوبيين وجنوب السودان. وأشارت فرقها الميدانية إلى احتمالية تفاقم أزمة النزوح بسبب الفيضانات خلال موسم الأمطار بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول.
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته اليوم الخميس: “من المرجح أن تؤدي الأمطار إلى تفاقم تحديات الوصول ليس فقط في السودان، ولكن أيضا في جميع أنحاء المنطقة – في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد، والتي شهدت الأخيرة بالفعل أضرارا للملاجئ والطرق بسبب الأمطار”.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، يعيش أكثر من 97% من النازحين داخليا في جميع أنحاء السودان في مناطق ذات مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها – مثل دارفور.
وأضافت: “مساعدة جميع السكان المحتاجين من خلال تشغيل استجابة متكاملة تشبه الاستجابة لمجاعة، تعتمد على الوصول الإنساني الآمن وغير المعوق، والخالي من العوائق البيروقراطية التعسفية، من خلال جميع النقاط المتاحة”.
كما كشفت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، عن فرار لاجئين إثيوبين ومواطنين من منطقة أبو رخم بولاية القضارف شرقي السودان، عقب نصب الجيش ارتكاز قتال متقدم فيها.
وتضم منطقة أبو رخم “مخيم الطنيدبة” الذي يستضيف أكثر من 20 ألف لاجئًا إثيوبيًا من جملة قرابة 70 ألف لاجئي فروا من بلادهم في نوفمبر 2020 حين شنت الحكومة الفيدرالية حملة عسكرية ضد جبهة تحرير إقليم التقراي المجاور للسودان.
وقالت المفوضية، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “إنشاء خط المواجهة في قرية أبو رخم على بعد 7 كيلو مترات من مخيم الطنيدبة، يُشكل تحديات كبيرة ومخاطر تتعلق بالحماية للاجئين والمجتمع المضيف”، وأشارت إلى أن بعض الأسر من قرية أبو رخم ومخيم الطنيدبة انتقلت إلى مواقع أخرى بعد.
ونصب الجيش السوداني ارتكازًا في أبو رخم لمنع قوات الدعم السريع من التقدم إلى القضارف، بعد سيطرتها على الدندر ضمن مناطق أخرى في ولاية سنار، حيث يُعد جسر القرية الرابط الوحيد بين الدندر والقضارف.
وفي تشاد، نشرت منظمة “مشاد”، وهي منظمة غير حكومية تعمل في السودان والدول المجاورة، بيانًا كشفت فيه عن وقوع وفيات وإصابات بفيروس الكبد الوبائي بين اللاجئين السودانيين المتواجدين في شرق تشاد.
وسلطت المنظمة الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها اللاجئون السودانيون في مخيمات شرق تشاد، لا سيما في مخيم “طلوم” الذي يشهد “تفشي خطير للأمراض الوبائية والمعدية، التي أدت لوفاة أربعة لاجئين، بينما تعرض نحو 20 آخرين للإصابة بمرض الكبد الوبائي”، بالإضافة إلى تسجيل حالات إجهاض لنساء حوامل.
وأشارت المنظمة إلى الصعوبات التي يواجهها اللاجئون للحصول على العلاج والوصول إلى الرعاية الصحية، محذرة من احتمال تدهور الأوضاع الإنسانية أكثر فأكثر.
وبحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يتوافد السودانيون إلى التشاد بـ”متوسط 600 لاجئ يوميا، حتى في منتصف موسم الأمطار”، وفي موقع “أدري” الذي تم إنشاؤه بشكل عشوائي ودون تخطيط مسبق، يتواجد أكثر من 200 ألف لاجئ، 90% منهم نساء وأطفال.
وفي سياق منفصل، أصيب 11 شخصًا، يحملون جنسية جنوب السودان، الثلاثاء الماضي، إثر سقوطهم من أعلى سيارة نقل محملة بالطماطم، عند الكيلو 62 على طريق “القاهرة-الإسكندرية” الصحراوي بنطاق وادي النطرون في محافظة البحيرة، ولم تنشر وسائل الإعلام المصرية تفاصيل عن سبب تواجد هذا العدد الكبير على عربة لنقل محصول زراعي!
ليبيا
ترحيل أكثر من 700 مهاجرا مصريا ونيجريا من ليبيا إلى النيجر عبر الصحراء
أفادت منظمة “هاتف الإنذار في الصحراء” بأن 463 مهاجرًا وصلوا إلى بلدة “ديركو” الصحراوية، شرق النيجر، يوم الخميس 18 يوليو/ تموز، وذلك بعد طردهم من ليبيا، مشيرةً إلى أنها تتوقع وصول موجة ثانية من المهاجرين المطرودين خلال الأيام القادمة.
وفي اتصال مع مهاجر نيوز، قال عزيزو شيهو، منسق مشروع “هاتف الإنذار في الصحراء” في النيجر، “لقد علمنا بوجود موجة من عمليات الطرد من ليبيا، ومن المتوقع أنهم (الليبيون) طردوا أكثر من 1000 شخص”.
وردًا على استفسارات مهاجر نيوز، أشارت المنظمة الدولية للهجرة في النيجر إلى أنها “كانت ترصد في السابق عودة النيجريين من ليبيا، ولكن ليس بنفس الحجم” المُلاحظ مؤخرًا.
وتتكرر عمليات طرد المهاجرين نحو النيجر، لكن معظمها يحدث من الجارة الجزائر، حيث يتم إرسال المهاجرين إلى الصحراء بالقرب من الحدود، ويجب عليهم الوصول إلى بلدة “أساماكا” الحدودية النيجرية سيرا على الأقدام. وبالتالي، كان من النادر ملاحظة عمليات طرد من ليبيا.
ووفقا للمعلومات التي جمعتها “هاتف الإنذار في الصحراء” من مصادر ليبية محلية، تم القبض على النيجريين الذين وصلوا إلى “ديركو” في 18 يوليو/ تموز، “في منطقة سبها (وسط ليبيا) من قبل قوات اللواء خليفة حفتر”، ثم تم نقلهم إلى الحدود الليبية. يقول عزيزو شيهو “دخل الناس النيجر في شاحنات البضائع”، ونشرت الجمعية على حسابها على منصة “X”، صورا تظهر حشدا من الأهالي متجمعين في “ديركو”.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا رحَّل يوم الخميس أكثر من 700 مهاجر غير شرعي إلى بلديهما النيجر ومصر، حسبما صرح مسؤول لوكالة أنباء شينخوا.
وقال محمد بريدا، مسؤول الشؤون الأمنية بالإدارة إن “عدد المهاجرين يتراوح بين 700 و750 مهاجرا”، وقال إن “ترحيل المهاجرين من ليبيا سيستمر”.
تونس
دراسة: 72% من المهاجرين يُدفع بهم نحو الحدود التونسية دون رغبة منهم
كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن نسبة 72.2% من المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد دُفع بهم نحو الحدود التونسية دون رغبة منهم، إذ مثلت الحدود البرية المشتركة مع الجزائر وليبيا بوابات الدخول الرئيسية لأكثر من 83% من الواصلين.
وبيّنت دراسة ميدانية أصدر المنتدى نتائجها، يوم الثلاثاء الماضي، بمشاركة عيّنة من 379 مهاجرًا، أن 60% من المهاجرين وصلوا قادمين من الحدود البرية الجزائرية، بينما مرّ 23% منهم من طريق الحدود الليبية.
وقال المهاجرون المُستجوبون في العيّنة، إن 44% منهم وصلوا إلى تونس قادمين من 23 دولة إفريقية مشيًا على الأقدام في مسار هجرة استغرق نحو 14 شهرًا. ووفق الدراسة، ينتمي أغلب المهاجرين الواصلين إلى تونس إلى فئة الشباب، ذلك أن 64% منهم تراوح أعمارهم ما بين 18 و28 عامًا، أغلبهم من الذكور بنسبة تصل إلى 72%.
وكشفت الدراسة أن المهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية يعيشون في ظروف صعبة ويتعرضون للقمع والعنف والإخلاء القسري والترحيل الجماعي من تونس على يد قوى الأمن والسكان المحليين.
اليمن
مصرع العشرات جراء غرق قارب لاجئين قبالة اليمن
قالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين يوم الخميس الماضي، إن قاربا يحمل 45 طالب لجوء انقلب قبالة سواحل محافظة تعز اليمنية مساء أمس الأربعاء، ولم ينجُ سوى 4 منهم.
وأضافت المفوضية أن الزورق انقلب بفعل الرياح القوية والحمولة الزائدة، وأنها تتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة لمساعدة الناجين وتوفير الحماية اللازمة لهم.
وفي يونيو/ حزيران الماضي غرقت سفينة على متنها 260 مهاجرا قبالة سواحل اليمن كانت قد أبحرت من الصومال، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 49 مهاجرا وفقدان 140 آخرين.
ويعد اليمن وجهة عبور لمهاجري دول القرن الإفريقي (شرق)، ولا سيما إثيوبيا والصومال، ومنذ عام 2014 وثّقت المنظمة الدولية للهجرة وفاة أو فقدان 1860 مهاجرا على مسار ينطلق من شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وذكرت الأمم المتحدة أن 97 ألف مهاجر وصلوا إلى اليمن من القرن الإفريقي العام الماضي.
موريتانيا
انقلاب قارب يقل 300 شخص قبالة موريتانيا
ذكرت منظمة الهجرة يوم الأربعاء أن 15 شخصا غرقوا فيما لا يزال أكثر من 150 في عداد المفقودين بعد انقلاب قارب كان يقل 300 شخص قبالة سواحل نواكشوط.
ويعد الطريق عبر المحيط الأطلسي من ساحل غرب إفريقيا إلى جزر الكناري، والذي يستخدمه عادة المهاجرون الأفارقة في سبيل الوصول إلى إسبانيا، أحد أخطر طرق الهجرة في العالم. وفصل الصيف عادة هو أكثر الفترات الزمنية ازدحاما على ذلك الطريق.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان اليوم الأربعاء إن خفر السواحل الموريتاني أنقذ 120 شخصا نُقل عشرة منهم على وجه السرعة إلى المستشفيات بينما تتواصل الجهود للعثور على المفقودين. وأضافت أن الركاب أبحروا من جامبيا وأمضوا سبعة أيام في البحر قبل أن يغرق القارب.
وذكر إبا سار، وهو بائع بسوق سمك في نواكشوط، أن الرياح القوية في اليومين الماضيين دفعت الجثث قرب الشاطئ، وأنه رأى انتشال نحو 30 جثة. وقال سار لرويترز عبر الهاتف “بالتأكيد سيتم العثور على جثث أخرى خلال اليومين المقبلين”.
إيطاليا
“جيو بارنتس” تنزل 226 مهاجرًا في إيطاليا وسط انتقادات لسياسات حكومة ميلوني
رست سفينة “جيو بارنتس” التي تديرها منظمة “أطباء بلا حدود”، في ميناء ليفورنو يوم الثلاثاء الماضي، وعلى متنها 226 مهاجرا كانت قد أنقذتهم خلال الأيام الماضية. وبدأت عملية الإنزال في الميناء التي تستخدم عادة للسفن السياحية.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن إجمالي المهاجرين على متن السفينة بلغ 175 رجلا، و21 امرأة بينهن ثلاث مصابات بحروق تلقين العلاج من قبل الطاقم الطبي في الميناء، و30 قاصرا بينهم 23 غير مصحوبين. وأضافت المنظمة، أن الركاب يحملون جنسيات بوركينا فاسو وغينيا ومصر والسودان ومالي.
بريطانيا
تقرير: أكثر من 100 قاصر مفقودين في المملكة المتحدة وسط مخاوف استغلالهم، وإعلان إنهاء استخدام بارجة “بيبي ستوكهولم” المخصصة لإيواء طالبي اللجوء
لا تزال السلطات البريطانية تبحث عن أطفال تقدموا بطلبات لجوء وتم إرسالهم للإقامة في فنادق تابعة لوزارة الداخلية، لكنهم اختفوا منها، وبينما لا يزال هؤلاء الأطفال غير المصحوبين بذويهم في عداد المفقودين، يرجح الخبراء أن يكون العديد منهم قد تم الاتجار بهم، وفقًا لبحث جديد.
التقرير الجديد، الذي نشرته جامعة لندن (UCL) والوكالة الإنسانية “كل طفل محمي ضد الاتجار بالبشر” (ECPAT)، يوم الأربعاء 17 يوليو/ تموز 2024، وجد أن 440 طفلًا اختفوا من الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية والتي كانت تعمل بين عامي 2021 و2024.
إذ تقع مسؤولية الأطفال الذين يتبين أنهم قاصرين غير مصحوبين بذويهم ويصلون إلى المملكة المتحدة كمهاجرين تحت ولاية وزارة الداخلية البريطانية، التي تكون مسؤولة عن توفير أماكن إقامة مناسبة للأطفال، إذ تشغل وزارة الداخلية 7 فنادق لاستيعاب القاصرين طالبي اللجوء غير المصحوبين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بعد عبور القناة في قوارب صغيرة، بين عامي 2021 يناير/ كانون الثاني 2024، وحتى مارس/ آذار 2024، ظل 118 طفلًا غير مصحوبين بذويهم – بعضهم في سن 12 عامًا – في عداد المفقودين، إذ أقر فيرنون رودني كوكر، كبير مفتشي الحدود والهجرة المستقل السابق، خلال جلسة في مجلس اللوردات في مارس: “لقد فقدت الدولة 118 طفلًا”، فيما قال التقرير إن العديد من القاصرين كانوا من دول إفريقية مثل إريتريا والسودان.
وفي سياق آخر، ستغلق سفينة “بيبي ستوكهولم“، التي تؤوي حاليا 400 طالب لجوء، أبوابها أخيرا اعتبارا من نهاية العام الجاري في شهر يناير/ كانون الثاني 2025، وذلك ضمن خطة الحكومة البريطانية الجديدة لإصلاح نظام اللجوء في المملكة المتحدة.
البارجة الراسية في بورتلاند لطالما تعرضت لانتقادات من جانب المنظمات الحقوقية، منذ أن بدأت حكومة المحافظين السابقة باستخدامها كمركز إيواء لطالبي اللجوء الوافدين إلى بريطانيا بشكل غير رسمي عبر بحر المانش، في أغسطس/ آب من العام الماضي.
وقالت وزيرة أمن الحدود واللجوء أنجيلا إيغل، أمس الثلاثاء، إن وزارة الداخلية وضعت خططا “لإنهاء طلبات اللجوء المتراكمة وتحقيق وفرة في أماكن الإقامة، التي تكلف دافعي الضرائب فواتير باهظة”.
فيما أوضحت وزارة الداخلية في بيان، أن إنهاء استخدام البارجة سيوفر الكلفة المتوقعة للعام القادم والتي تقدر بأكثر من 20 مليون جنيه إسترليني. لكن لم تحدد المكان الذي ستنقل إليه طالبي اللجوء مشيرة إلى أن “اتخاذ القرارات سيكون على أساس كل حالة على حدة” بالعمل مع السلطات المحلية.
الاتحاد الأوروبي
تغييرات على التوصيات الأوروبية المتعلقة بالهجرة غير الشرعية.. “زيادة إمكانية تجريم المهاجرين والجمعيات”
قدمت المفوضية الأوروبية مسودة إلى الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي في نهاية مايو/ أيار، لتعديل التوجيهات الأوروبية المتعلقة بالحد من الهجرة غير الشرعية وتجريم الدخول غير القانوني إلى أراضيها. وستكون هذه المسودة بمثابة أساس لمزيد من المناقشات داخل المجلس، إذ تتولى هنغاريا دور الرئاسة حتى نهاية هذا العام.
المنظمات غير الحكومية تدق ناقوس الخطر، إذ اعتبرت منظمة “state watch” أن مقترحات مراجعة توجيهات عام 2002 ستؤدي إلى “تسهيل عملية تجريم الهجرة والتضامن”، وفقا لتحليل حديث أجرته منصة التعاون الدولي بشأن المهاجرين غير الشرعيين (PICUM). ونبّهت من أن سياسات مكافحة التهريب غالبا ما “تُستخدم ضد المهاجرين أنفسهم وتزيد من ضعفهم”.
فريق مهاجر نيوز أجرى مقابلة مع سيلفيا كارتا، مسؤولة المناصرة في منصة التعاون الدولي، التي توضح أن المناقشات ستستمر خلال الأشهر القادمة قبل التوصل إلى مسودة نهائية في غضون نهاية العام الجاري.
وإذا حازت صياغة المقترحات التي تعود إلى 31 مايو/ أيار على الموافقة، فإن موقف مجلس الاتحاد الأوروبي (أحد المشرّعين المشاركين إلى جانب برلمان الاتحاد الأوروبي) سيتجه نحو تشديد معاقبة المذنبين “بارتكاب جريمة المساعدة والتحريض على الهجرة غير الشرعية”، أي أن السلطات الوطنية في الدولة الأوروبية ستتمكن من محاكمة أي شخص يشتبه في مساعدته وتحريضه على دخول أو عبور أو إقامة المهاجرين على أراضي الاتحاد الأوروبي، حتى من دون أي مكاسب مالية.
ويُدخل المقترح نوعا جديدا من الجرائم يُعرّف بأنه “التحريض العلني” لمواطني الدول الثالثة على الدخول أو العبور أو الإقامة بشكل غير قانوني في الاتحاد الأوروبي.
وبالتالي، يمكن أن يتعرض للتجريم أي شخص أو جهة تقدم معلومات متعلقة بعملية عبور المهاجرين الحدود. لكن ذلك قد يعرض عمل الناشطين للخطر، وحتى المجموعات التي تقدم المشورة القانونية للمهاجرين. كما أنه يمكن أن يؤثر على حرية التعبير وعمل الصحافيين.
المشكلة تكمن أيضا في الصيغة اللغوية التي كتب في النص لأنها ليست محددة دائما وفيها ما نطلق عليه “نقاط رمادية”، أي أنها تبقى مفتوحة للتفسيرات ما يزيد من تعريض الأشخاص لخطر التعرض للتجريم حسب السياسة التي تنتهجها الدولة. أي إذا كانت الدولة تنتهج سياسة متشددة يمكن استخدام القانون بما يتناسب مع توجهها.
نهاية، الخطورة العامة في هذه التعديلات هي أن صياغة هذه المقترحات جاءت دون دراسة تقييم الأثر على الأشخاص أو تقييم الأثر المادي لتلك القواعد الجديدة.
الولايات المتحدة الأمريكية
تأجيل ترحيل أكثر من 11 لبناني على خلفية التوترات في المنطقة، ومئات المهاجرين يغادرون الحدود المكسيكية سيرًا على الأقدام
في خطوة مرتبطة بتدهور الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط والتصعيد المستمر بين لبنان وإسرائيل، منح الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة، اللبنانيين في الولايات المتحدة حماية مؤقتة من الترحيل، في ظل تدهور الظروف الإنسانية في جنوب لبنان.
وجاء في مذكرة أرسلها بايدن إلى وزارة الأمن الداخلي أن قرار التأجيل الذي يسري 18 شهرا يسمح للمواطنين اللبنانيين بالبقاء في البلاد مع الحق في العمل.
وقال بايدن في المذكرة إن “الأوضاع الإنسانية في جنوب لبنان تدهورت كثيرا بسبب التوترات بين حزب الله وإسرائيل”.
وأضاف “بينما أواصل تركيزي على تهدئة الوضع وتحسين الظروف الإنسانية، ما زال مدنيون كثيرون في خطر، ومن ثم أصدر توجيهات بتأجيل إبعاد بعض الرعايا اللبنانيين المتواجدين في الولايات المتحدة”.
وأشادت ديبي دينغل، العضوة الديمقراطية في مجلس النواب عن ولاية ميتشيغان، التي تضم الكثير من الأمريكيين من أصل لبناني، بهذه الخطوة، وقدرت أنها ستشمل 11 ألفا و500 شخص.
وقالت في بيان “ولاية ميتشيغان هي موطن لكثير من الأميركيين اللبنانيين الذين ما زالوا يشاهدون عائلاتهم تعاني، في وقت يواجه لبنان فيه كارثة اقتصادية وسياسية ومالية لم يسبق لها مثيل”.
ويتمتع الرئيس بسلطة تقديرية للسماح بما يعرف بالمغادرة القسرية المؤجلة، والتي تحمي الأشخاص المشمولين بالحماية من الترحيل من الولايات المتحدة لفترة من الوقت تصل إلى 18 شهرا قابلة للتجديد.
وجدير بالذكر أن من تشملهم هذه الحماية يصبحون مؤهلين للحصول على تصريح عمل في الولايات المتحدة.
وفي تقرير لصحيفة العربي الجديد، جاء فيه أن المهاجرين القادمين عبر المكسيك يأملون في الوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، خشية إغلاق المرشح دونالد ترامب الحدود أمام طالبي اللجوء -كما تعهد- حال فوزه في السباق، وهو ما دفع مئات المهاجرين، الذين ينحدرون من نحو 12 دولة، إلى مغادرة الحدود الجنوبية للمكسيك سيرا على الأقدام، الأحد، ضمن محاولتهم الوصول إلى الحدود الأميركية.
وغادرت قافلة المهاجرين بلدة سيوداد هيدالغو جنوبي المكسيك، الأحد، وهي مجاورة لنهر يمثل حدود المكسيك مع غواتيمالا. ويقول بعضهم إنهم كانوا ينتظرون في سيوداد هيدالغو منذ أسابيع للحصول على تصاريح سفر إلى بلدات ومدن في الشمال.
وقال ميغيل سالازار، وهو مهاجر من السلفادور: “نواجه خطر احتمال حظر تصاريح عبور الحدود. أخشى أن تتوقف إدارة ترامب الجديدة عن منح مواعيد للمهاجرين من خلال تطبيق (سي بي بي وان)”. ويستخدم طالبو اللجوء هذا التطبيق لدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني عن طريق الحصول على مواعيد في مراكز حدودية أميركية، حيث يقدمون طلباتهم ووثائقهم إلى المسؤولين الأميركيين. ويعمل التطبيق فقط بمجرد وصول المهاجرين إلى مدينة مكسيكو سيتي، أو الولايات الواقعة شمالي المكسيك. وقال سالازار (37 عاما): “الجميع يريد استخدام هذا الطريق”.
ونظم المهاجرون، الذين حاولوا المرور عبر المكسيك في السنوات الماضية، مجموعات كبيرة لمحاولة تقليل خطر التعرض لهجوم العصابات أو إيقافهم من قبل مسؤولي الهجرة المكسيكيين أثناء سيرهم. لكنهم يميلون إلى التفرق في جنوب المكسيك، لأنهم يتعبون من السير لمئات الأميال.