Search
Close this search box.

ثلاثة روايات عن “الحب والحرب واللجوء” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٢

فريق عمل منصة اللاجئين في مصر

منصة رقمية مستقلة تهدف لخدمة اللاجئين واللاجئات.

نعرف متابعينا وقرائنا بثلاثة روايات لكاتبين أفريقيين مميزين، يتحدثان فيها عن الحب والحرب واللجوء، والمتاحة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام  ٢٠٢٢، المقام حاليا بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية حتى 6 فبراير المقبل.

____________

نعرفكم  بالكاتب السيراليوني إشمائيل بيه والكاتبة النيجيرية شيماندا نجوزي أديتشي وأعمالهما وكيف استطاعوا تغيير ما فرض عليهما، والتي نرى أنها أعمال آسرة وملهمة. الروايات تحكي سيرة ذاتية لطفل كان يحمل السلاح في صراع ثم تحول إلى مدافع عن حقوق الإنسان وأخرى عن قصة حب بين صبي وفتاة والهجرة التي فرقت بينهما.

“الكاتبة النيجيرية شيماماندا نغوزي أديشي”

 

شيماماندا نغوزي أديشي ولدت في 15 سبتمبر 1977، كاتبة نيجيرية درست سنة ونصف في كلية الطب في جامعة نيجيريا، ثم ذهبت لأمريكا في عام 1996 وهي تبلغ من العمر 19 سنة، لتلتحق بجامعة دريكسل بعد أن حصلت على منحة دراسية فيها. درست علم الاتصال لمدة سنتين ثم درست العلوم السياسية.

قبل ٢٢ عاما، كانت شيماماندا تبلغ من العمر سبعة وعشرين عام عندما كتبت رواية متخيّلة عن الحرب الأهلية في بلدها، ولم تكن تدرك أن تلك الرواية ستنال جوائز أدبية مرموقة على مستوى العالم واحدة تلو الأخرى.

فمن خلال حكاية أختين (هما: أولانا وكيانينه) وزوج كل منهما (أودينغبو وريتشارد) والفتى أوغو الذي يعمل في بيت إحداهما، نفهم ما جرى خلال الحرب الأهلية النيجيرية (1967-1970). ونتعرف على الصراعات الطبقية والعرقية والفترة التي تلت حقبة الاستعمار البريطاني لنيجيريا، ودور بريطانيا في الحرب الأهلية، إلى جانب تقديمها المرأة المستقلة والمتعلمة والمتمكنّة.

كتبت شيماماندا نغوزي، روايتها الشهيرة (نصف شمس صفراء – Half of a Yellow Sun) عام 2006، وفي العام التالي حصلت روايتها على جائزة المرأة للخيال.

وبعد مرور أكثر من 15 عاما على ذلك الفوز، صوّت أكثر من 8500 شخص في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 لاختيار أفضل رواية من بين كل الروايات التي فازت بجائزة المرأة للخيال طوال السنوات الخمس والعشرين الماضية، فوقع الاختيار على كتابها مرة أخرى.

وجائزة المرأة للخيال واحدة من أعرق الجوائز الأدبية في بريطانيا؛ تُمنح لنساء يكتبن بالإنجليزية وينشرن قصصهن في إحدى دور النشر البريطانية.

 

رواية نصف شمس صفراء

“زار أولانا حلم جميل، لم تتذكر عما كان، لكنها تذكر أنه كان سعيدا جدا، أنها صحت مدفئة نفسها بفكرة أنه لايزال في وسعها أن تحلم أحلاما سعيدة، تمنت لو لم يكن أودينيجو قد ذهب إلى العمل حتى تحكي له عن ذلك وتتبع ابتسامته المتسامحة وهو ينصت إليها، تلك الابتسامة التي تقول إنه ليس في حاجة لأن يوافقها حتى يصدقها، لكنها لم تر تلك الابتسامة منذ ماتت أمه، منذ حاول أن يذهب إلي آبا وعاد قابضا علي الظلال، منذ بدأ يغادر إلي العمل مبكراً جدًا ويتوقف عند بار تنزانيا في طريق عودته إلي البيت، لو أنه فقط لم يحاول أن يعبر الطرق المحتلة، لما كان الأن مكتئباً جدًا ومنسحباً، لم يكن حزنه ليدفن بالفشل”. بهذه الجمل بدأت روايتها نصف شمس صفراء.

إلى جانب “نصف شمس صفراء 2006″،  لها ايضا “زهرة الكركديه الأرجوانية”، أولى رواياتها والتي صدرت في أكتوبر 2003. وتلقت إشادة كبيرة من النقاد و كانت على قائمة المرشحين لجائزة أورانج (2004) ومنحت جائزة رابطة الكتاب ‘لأفضل أول كتاب”، عام (2005).

 

(رواية نصف شمس صفراء متاحة داخل منفذ الهيئة العامة للكتاب)

 

رواية أمريكانا

روايتها الثالثة أمريكانا الصادرة في عام (2013)، كتبتها وهي بعمر السادسة والثلاثين، وتدور حول علاقة حب بين فتاة وصبي نيجيريين؛ تسافر هي إلى الولايات المتحدة وهو إلى لندن. وتواجه كل الاختلافات بين البلدين. وكيف أن تجربتها سوف تؤثر على سير علاقتهما.

“(بدين) كلمة سيئة في أمريكا، تجيش بالحكم الأخلاقي مثل (غبي) أو (وغد)، وهي ليست وصفًا مثل (قصير) أو (طويل). لذلك استبعدَت كلمة “بدين” من مفرداتها. لكن الكلمة عادت إليها الشتاء الماضي، بعد ثلاثة عشر عامًا تقريبًا، حين غمغم رجل يقف خلفها في طابور وهي تدفع ثمن كيس كبير من رقائق التورتيلا: “لا يحتاج البدين إلى أكل هذا الهراء!” فنظرت إليه مندهشة، وشاعرة بالإهانة (…) لقد كانت بدينة. نطقت كلمة “بدينة” ببطء، محرّكة إياها للخلف والأمام، وتذكرت كل الأمور الأخرى التي تعلّمت ألا تقولها بصوت عالٍ في أمريكا. لقد كانت بدينة؛ ليست ممتلئة أو خشنة؛ بل بدينة. وهي الكلمة الوحيدة التي بدت صادقة. وقد تجاهلت أيضًا الجمود في روحها (…) كانت تشعر به منذ مدة، في الإعياء الصباحي من الإنهاك، والكآبة غير المحدودة، صاحبته اشتهاءات دون ملامح ورغبات دون شكل، وأفكار خيالية موجزة عن حيوات أخرى يمكن أن تحياها.”

ما الذي يعنيه حقًّا أن يحاول أحد أن يُصبح “أمريكيًّا”؟ ولماذا توجد هناك مصطلحات ونكات تُطلَق على العائدين من الغرب إلى ديارهم بصفات متغيّرة وأساليب مختلفة تُثير حفيظة أولئك الذين لم يغادروا قط؟ تحكي “أمريكانا” صراع إفيملو وأوبنز، الحبيبان النيجيريّان الجامعيّان اللذان فرّقتهما أحلام الهِجرة إلى العالم الجديد متوقّعَين أن يجدا فُرصًا للإبداع والانطلاق والحياة، يصطدمان بجدران تدفعهما إلى الافتراق خمس عشرة سنة يصارعان فيها العالم الذي يتأمْرَك أمامهما دون أن يرفع أحد صوته، باعت إفيملو في أمريكا جسدها مرّة، ونظّف أوبنز في لندن الحمامات. لكنهما حين يعودان إلى ديارهما، يُفاجآن بتعامل الناس الراقي لهما كونهما عائدين من العالم الجديد، فيوضعان في طبقة أعلى، ليلتقيا مجدّدًا وتبدأ في ديارهما قصّة أخرى أشدّ قسوة من الأولى.

في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019، أصبحت شيماماندا أول امرأة من نيجيريا تحصل على جائزة الأمم المتحدة للقيادة، ومنحت لها تلك الجائزة اعترافا بعملها “الأدب والسرد القصصي الذي تستخدمه للتقريب بين أشخاص ينتمون لأجيال وثقافات مختلفة”.

 

 (رواية امريكانا متاحة داخل منفذ مكتبة ديوان بمعرض القاهرة الدولي للكتاب) 

 

“الكاتب السيراليوني إشمائيل بيه”

 

إشمائيل بيه من مواليد 23 نوفمبر 1980، كاتب سيراليوني وناشط في مجال حقوق الإنسان وسفير لليونسيف وجندي طفل سابق، اشتهر بمذكراته  “الطريق الطويل” وله روايتان أخريان “إشراق الغد”، نشرت في يناير 2014. وأحدث رواياته “أسرة صغيرة” تم نشرها في أبريل 2020.

في عام 1991، بدأت الحرب الأهلية في سيراليون. قام المتمردون بغزو موغبويمو، مسقط رأس إشمائيل الواقعة في الإقليم الجنوبي من سيراليون، وأجبر على الفرار. بعد انفصاله عن أسرته، أمضى شهورًا يتجول جنوبًا مع مجموعة من الأولاد الآخرين. 

في سن 13، أُجبر على أن يصبح جنديًا طفلًا. وفقًا لروايةإشمائيل، فقد قاتل لمدة ثلاث سنوات تقريبًا قبل أن تنقذه اليونيسف. قاتل  مع الجيش الحكومي ضد المتمردين. في عام 1997، فر من فريتاون بمساعدة اليونيسف بسبب العنف المتزايد ووجد طريقه إلى مدينة نيويورك، حيث عاش مع والدته الحاضنة لورا سيمز. في مدينة نيويورك، التحق إشمائيل بمدرسة الأمم المتحدة الدولية. بعد المدرسة الثانوية، التحق بكلية أوبرلين وتخرج في عام 2004 بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسية.

يقول إشمائيل إنه لا يتذكر عدد الأشخاص الذين قتلهم خلال الفترة التي قضاها في جيش حكومة سيراليون. قام هو وجنود آخرون بتدخين الماريجوانا واستنشاق الأمفيتامينات و “البني-البني”، وهو مزيج من الكوكايين والبارود. يلقي باللوم على الإدمان وغسيل الأدمغة ويستشهد بضغوط الجيش كأسباب لعدم قدرته على الهروب من تلقاء نفسه: “إذا غادرت، فلا بأس من الموت”. 

يقول عن فترة إعادة تأهيله، أنها كانت أصعب مما مر عليه وهو طفل مجند، يعلل ذلك بأنه من السهل أن تمحو شخصية طفل، وأن تجرده بالتدريج من إنسانيته، ولن يكون من السهل إعادة ترميمه.

كتابه “الطريق الطويل” هو سيرته الذاتية

 

خلال أحد لقائته يقول إشمائيل، إنه يعتقد أن “العودة إلى المجتمع المتحضر كانت أصعب من فعل أن تصبح جنديًا طفلًا، قائلاً إن تجريد الأطفال من إنسانيتهم ​​مهمة سهلة نسبيًا. إن الطفل بلا أهل وبلا شىء يفقده وبلا أخلاقيات يكون بلا شك قاسيا، ثم أضاف  «للأسف أنا كنت واحدا منهم، أي أحلام أو طموحات ينظر إليها كنقاط ضعف، أي رغبات طفولية محل استهزاء وتعنيف، لم يكن هناك بد من التخلى عن كل هذا لأكون متفوقا فى قسوتى فى تعاملى مع العدو، لأكون مرموقا بين المجموعة التى أنتمى إليها، أتمتع بمزايا أكثر، خيمة لى وحدى وكم أكبر من الطعام”.

بعد أن أنقذه تحالف من اليونيسف والمنظمات غير الحكومية في عام 1996، وجد أن الانتقال صعب. قاتل هو ورفاقه الأطفال الجنود بشكل متكرر. وهو ينسب الفضل إلى أحد المتطوعين، وهي الممرضة إستر، في التحلي بالصبر والرحمة اللازمين لإخراجه من تلك الفترة الصعبة. أدركت إستر اهتمامه بموسيقى الراب الأمريكية والريغي منذ أن كان طفلاً ،أعطته جهاز Walkman وشريط كاسيت واستخدم الموسيقى كجسر إلى ماضيه، قبل العنف. ببطء، قبل تأكيدها له بأن “هذا ليس خطأك”. 

قال إشمائيل: “إذا اخترت الشعور بالذنب لما فعلته، فسوف أرغب في أن أموت بنفسي”. “أعيش وأنا أعلم أنني قد حصلت على حياة ثانية  وأحاول فقط أن أستمتع  وأن أكون سعيدًا وأعيشها بأفضل ما أستطيع.” 

يعمل إشمائيل مع اليونيسيف في مساحة “مكاني”، ويقول عن عمله خلال لقاءاته مع الأطفال والشباب أنهم سوف يتجاوزون محنة الاغتراب والتشرذم بما يتمتعون به من ذكاء وبما يتلقونه من محبة، وبأنهم بالتأكيد لا يريدون أن يكونوا مثيرين للشفقة، فقط أن تحترم حقوقهم، فى التعليم، والرعاية، وإعادة التأهيل، وهى الحقوق نفسها التي كان له الحظ فى نيلها بعد أن كان قد فقدها وهو فى الثالثة عشرة من عمره، وكان هذا عام 1991 فى بدايات الحرب الأهلية في سيراليون التي استمرت 11عاما. فقد والديه وأخويه عندما قام المتمردون باقتحام بلدته موجبويمو في منطقة جنوب سيراليون. وسط أجواء العنف والقتل والدمار، انفصل عن عائلته وانقطعت الصلة بينه وبينهم، هام على وجهه فى البرية، ظل يتنقل من قرية إلى قرية هربا من الدمار، إلى أن وقع فى أيدى من جندوه ليخوض معارك دموية عنيفة لمدة ثلاثة أعوام.

تم ترشيح كتابه “الطريق الطويل” لجائزة أفضل مؤلف عام ٢٠٠٧.  صنفتها المجلة ليف غروسمان على أنها واحدة من أفضل 10 كتب غير روائية لعام 2007، واحتلت المرتبة الثالثة، كما  تم تضمين الكتاب أيضًا في أفضل كتب أمازون المائة.

 

(الكتاب متاح بدار نشر ديوان بالمعرض القاهرة الدولي للكتاب)

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الاكثر قراءة

اخر الاصدارات

فايسبوك

تويتر

اشترك في القائمة البريدية

أعزاءنا المستخدمين والمستخدمات لمنصة اللاجئين في مصر، يسعدنا أن تبقوا على إطلاع دائم على كل التحديثات الهامة المتعلقة بالأخبار اليومية والخدمات والإجراءات والقضايا والتقارير والتفاعل معها من خلال منصاتكم على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا كنتم ترغبون في الاشتراك في نشرتنا الإخبارية والإطلاع على كل جديد، سجلوا الآن.