نشرة
الأحداث والتطورات الخاصة بالأشخاص المتنقلين (27 مايو – 8 يونيو 2024)
الأشخاص المتنقلين: كافة الأشخاص الذين ينتقلون من مكان إلى آخر لفترات طويلة نسبيا من الوقت ويحتاجون إلى معيار أساسي من الحماية. بين “الأشخاص المتنقلين: قد تجد كُلًّا من اللاجئين/ات، وطالبي/ات اللجوء، والنازحين/ات داخليا وخارجيا، والمهاجرين/ات، والمهاجرين/ات غير المسجلين/ات، ولاجئي/ات المناخ، والأشخاص في المهجر/والشتات، والمهاجرين/ات غير النظاميين، والمزيد.
مصر
على خلفية استهداف مخيمات النازحين في رفح، “منصة اللاجئين في مصر” تكرر تحذيرها.. الفلسطينيون في خطر والنظام الدولي كذلك
استهدف الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد 25 مايو/ أيار خياما للنازحين في منطقة تل السلطان، وهي المنطقة التي زعم جيش الاحتلال أنها منطقة آمنة ويمكن النزوح إليها، وذلك بعد بدئه عملية الغزو البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأثار الهجوم انتقادات دولية واسعة، وأصدرت “منصة اللاجئين في مصر” بيانا حذرت فيه من أن الهجوم على رفح يعني تهجيرا قسريا جديدا لمئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، ويعد التهجير القسري جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية أيضا، بحسب القانون الدولي، لما يصاحب الهجوم من تدمير كامل للمنازل والبنى التحتية والصحية في القطاع، كما فعل الاحتلال الإسرائيلي في كل مناطق القطاع التي توغل فيها بريا.
كما أنه قد يؤدي إلى اقتحام الحدود المصرية – الفلسطينية من قبل مئات الآلاف الفارين من الهجمات الوحشية لجيش الاحتلال، في محاولة متكررة لتصفية حقوق السكان الأصليين في بلادهم وأرضهم.
وطالبت المنصة بالآتي:
- وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
- التوقف الفوري عن استهداف مناطق النازحين التي حددها جيش الاحتلال بنفسه.
- اضطلاع المؤسسات الدولية بدورها في إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف حربه الانتقامية على القطاع.
- إعلان الأونروا حقيقة المزاعم الإسرائيلية بكون منطقة الاستهداف كانت مركزا عسكريا لحركة حماس.
- فتح المعابر البرية لإدخال المساعدات للنازحين في جميع مناطق القطاع.
فلسطين
مليون فلسطيني نزحوا من رفح بسبب العدوان على المدينة، وأكثر من مئتي شهيد في مجزرة إسرائيلية بمخيم النصيرات
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن نزوح مليون فلسطيني من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية جراء عمليات الجيش الإسرائيلي تزامنًا مع القصف المكثف. وأوضحت الوكالة الأممية عبر حسابها بمنصة “إكس”، الثلاثاء 28 مايو/ أيار، أن النازحين غادروا رفح رغم عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، وسط القصف الإسرائيلي على القطاع، مشيرة إلى “نقص الغذاء والماء، وتكدس أكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة، ما يجعل تقديم المساعدة شبه مستحيل يومًا بعد يوم”.
وفي السادس من مايو/ أيار، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في رفح متجاهلا تحذيرات دولية بشأن تداعيات ذلك، وسيطر في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني من معبر المدينة، لترد القاهرة برفض التنسيق مع تل أبيب بشأن المعبر، واتهامها بـ”التسبب في كارثة إنسانية” بالقطاع.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فإن مخاطر تفشّي الكوليرا تتزايد في غزة في ظل شح المياه النظيفة والحرارة المرتفعة، وأوضحت “أونروا” في منشور على منصة “إكس”، أنه “مع الحد الأدنى من إمكانية الحصول على المياه النظيفة في قطاع غزة واستمرار حرارة الصيف القاسية، هناك خطر تفشي الأمراض والجفاف”. وأضافت الوكالة الأممية أن “هناك مخاوف حقيقية من احتمال تفشي الكوليرا في غزة.. ما يزيد من تدهور الظروف المعيشية اللاإنسانية”. وأكدت أن “سكان غزة بحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري”.
كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن 9 من كل 10 من أطفال غزة لا يستطيعون تناول عناصر غذائية كافية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي. وأضافت: “أدت أشهر من الأعمال القتالية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية في غزة إلى انهيار النظامين، الغذائي والصحي، ما سبّب عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم”.
وأوضحت المنظمة أن “5 مجموعات من البيانات التي جُمعت بين ديسمبر/ كانون الأول وإبريل/ نيسان الماضيين وجدت أن 9 من كل 10 أطفال في غزة التي تتعرض لقصف إسرائيلي منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يعانون من فقر غذائي حادّ، ما يعني أنهم يتغذون على مجموعتين غذائيتين أو أقل يومياً للبقاء على قيد الحياة”.
وقد أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن “جميع ملاجئ الوكالة الـ36 في رفح خالية من النازحين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية”، موضحة أن “العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، اضطرت آلاف العائلات إلى الفرار”، وجددت في منشور عبر منصة إكس المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة نظراً لتقلص المجال الإنساني باستمرار.
قال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن مخيم النصيرات للاجئين، في غزة، أصبح “مركز الصدمة الزلزالية التي لا يزال المدنيون في غزة يعانون منها”.
وأضاف غريفيث أن “صور الموت والدمار التي أعقبت العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم النصيرات أثبتت أن كل يوم تستمر فيه هذه الحرب فإنها تصبح أكثر فظاعة”.
وتابع منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة قائلا “وعندما نرى الجثث المكفنة على الأرض، فإننا نتذكر انه لا يوجد مكان آمن في غزة“. ويعد مخيم النصيرات، الذي أنشئ عام 1948م، ثالث أكبر مخيم للاجئين في فلسطين بعد مخيمي جباليا والشاطئ.
وقد ارتفع عدد شهداء القصف الإسرائيلي للمخيم إلى 274 شخصا، ونحو 700 جريح ليتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 37 ألف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
السودان
لاجئون/ات سودانيون/ات يواصلون الإضراب عن الطعام في أولالا، وتحذيرات من مجاعة وشيكة في السودان، و”منصة اللاجئين في مصر” تصدر تقريرا عن السودان بعد أكثر من عام على الحرب
يُواصل لاجئون سودانيون محتجزون في غابة أولالا في إقليم أمهرة الإثيوبي، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع على التوالي، بعد رحلة نزوحهم من منطقة معسكر كومر بسبب تردي الوضع الأمني إثر الهجمات المتكررة من قبل مليشيات “فانو”، وعدم توافر الخدمات.
ووفقًا لإحصائيات تنسيقية اللاجئين في الإقليم، يُقدّر عدد اللاجئين الموجودين داخل الغابة بـ6080 لاجئًا، منهم 2133 طفلًا، و1017 امرأة، 1719 رجلًا، و1135 مريضًا، و76 من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وناشدت تنسيقية اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة في بيان لها، المجتمع المدني الدولي الالتفات لهم والتركيز على قضيتهم. ويطالب اللاجئون السودانيون في هذه المنطقة، بترحيلهم إلى مكانٍ أكثر أمنًا مع توافر الخدمات الأساسية التي يحتاجونها. ومن وجهة نظرهم، هنالك تجاهل لمطالبهم من قبل الحكومة الإثيوبية والمنظمات الحقوقية، رغم تقديمهم العديد من الطلبات الرسمية من خلال تنسيقية اللاجئين في المعسكر.
وفي سياق آخر حذّرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، يوم الخميس 30 مايو/ أيار، من “تدهور كبير” في تغذية أطفال السودان وأمهاتهم، وسط الحرب التي مزّقت البلاد، ودعت إلى “تحرّك عاجل” لمعالجة الوضع. وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك، بأنّ “حياة أطفال السودان معرّضة للخطر” وبأنّ “ثمّة حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والأمراض والموت”. وقد لفتت الوكالات الأممية إلى أنّ “نافذةَ تجنّب الأسوأ تُغلق بسرعة”.
وبيّنت دراسة حديثة أعدّتها منظمة يونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي أنّ “القتال الحالي يفاقم أسباب سوء التغذية لدى الأطفال”، ويؤثّر خصوصًا في “إمكانية الحصول على الغذاء ومياه الشرب”، الأمر الذي يزيد من “مخاطر الأمراض”. ويزداد الوضع سوءًا من جرّاء “عمليات نزوح جماعية للسكان، إذ يفرّ أناس كثيرون من مناطق النزاع”، بحسب وكالات الأمم المتحدة الثلاث التي تؤكّد أنّ “السودان يواجه خطرًا متزايدًا من المجاعة الناجمة عن الصراع والتي قد تكون لها عواقب كارثية، بما في ذلك فقدان الأرواح، خصوصًا الأطفال الصغار”.
ولفتت الوكالات الأممية الثلاث إلى أنّ “النزاع المستمرّ منذ (أكثر من) عام أثّر في إيصال المساعدات الإنسانية، الأمر الذي ترك نساءً كثيرات وأطفالًا من دون إمكانية الوصول” إلى الغذاء الذي يُعَرقَل إمداده بسبب “تزايد العنف والإجراءات البيروقراطية”. ويصل سوء التغذية لدى الأطفال إلى مستويات كارثية، خصوصًا في وسط دارفور، مع 15.6% بين الأطفال دون الخامسة.
بدورها حذّرت 19 منظمة من مجاعة وشيكة في السودان مع استمرار طرفَي النزاع في منع الجهات الإنسانية من تقديم المساعدة الإغاثية إلى من يحتاجها، في حين أن الحرب ما زالت مشتعلة. وقد جاء ذلك في بيان وقّع عليه رؤساء 19 منظمة إنسانية عالمية، من بينها 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة، وسط أزمة إنسانية وُصفت بأنّها بلا حدود.
وحذّرت المنظمات من أنّ “زيادة العقبات أمام تقديم المساعدات بصورة سريعة وواسعة النطاق تعني أن مزيدًا من الناس سيموتون”. ودعت المنظمات الإنسانية الجيش السوداني كما قوات الدعم السريع إلى “حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واعتماد وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد”.
وفي مؤتمر صحافي عُقد في مدينة جنيف السويسرية، حذّر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لاركيه من مجاعة وشيكة في السودان بدوره، وقال إنّ “من المرجّح أن تترسّخ المجاعة في السودان في أجزاء كبيرة من البلاد”. وأوضح أنّ “مزيدًا من الناس سيفرّون إلى البلدان المجاورة، وسيتعرّض الأطفال للأمراض وسوء التغذية، وستواجه النساء والفتيات مزيدًا من المعاناة والمخاطر”.
وأكد لاركيه أنّ “نحو 18 مليون شخص في السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد”، وأنّ “3.6 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد”. وحذّر من أنّ هؤلاء الأطفال معرّضون لخطر شديد، إذ إنّهم “أكثر عرضة للوفاة بنسبة تراوح ما بين 10 مرّات و11 مرّة” مقارنة بالصغار الذين يتلقّون ما يكفي من طعام.
من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة، إنّ عدد النازحين داخلياً في السودان بسبب الصراع قد يتجاوز قريباً عشرة ملايين شخص، في أكبر أزمة نزوح في العالم. واندلع القتال في العاصمة الخرطوم في إبريل/ نيسان 2023 وما لبث أن انتشر سريعاً في أرجاء السودان ليعيد من جديد عمليات سفك الدماء على أساس عرقي في إقليم دارفور بغرب البلاد ويجبر الملايين على الفرار.
وتساءل رئيس بعثة المنظمة للسودان، محمد رفعت: “ما حجم المعاناة والخسائر البشرية التي يجب أن يتكبّدها شعب السودان قبل أن ينتبه العالم؟ أليس عشرة ملايين نازح داخلياً كافياً لدفع العالم إلى التحرك العاجل؟”. وأضاف “حياة كل واحد من العشرة ملايين نازح تمثل مأساة إنسانية شديدة تتطلب اهتماماً عاجلاً”.
ورصدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة هذا الأسبوع وجود 9.9 ملايين نازح داخلياً في أنحاء السودان. وتقول إنه كان هناك بالفعل 2.8 مليون نازح داخلياً قبل الحرب. واضطر نحو 12 مليون شخص في المجمل إلى الفرار من منازلهم مع عبور أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة من بينها مصر وتشاد.
وقد أصدرت “منصة اللاجئين في مصر” تقريرا عن مرور أكثر من عام على الحرب في السودان التي تسببت في واحدة من أكبر أزمات النزوح والغذاء في العالم، وحتى 10 مايو/ أيار الماضي سجل مشروع بيانات أحداث ومواقع النزاعات المسلحة 16,650 حالة وفاة جرى الإبلاغ عنها في السودان، ويذكر المشروع أن عدد الوفيات المُبلغ عنها في السودان هو تقدير متحفظ بسبب القيود المنهجية للإبلاغ في الوقت الفعلي في سياق النزاع سريع الحركة.
واستعرض تقرير المنصة: أعداد النازحين وأوضاعهم داخل السودان وخارجه، ورحلات الهجرة ومخاطرها، وأوضاع السودانيين/ات القانونية والمعيشية في بلاد النزوح الانتقال.
تونس
ترحيل 173 مهاجرا ضمن برنامج العودة الطوعية، وفقدان أربعة مهاجرين تونسيين خلال رحلة الهجرة، ومصرع خمسة مهاجرين في حادث
أعلنت منظمة الهجرة الدولية تيسير العودة الطوعية الآمنة لـ173 مهاجرا من بنين من بين آلاف المهاجرين العالقين في تونس، وقالت المنظمة إن المهاجرين عادوا إلى كوتونو في رحلة من مطار جربة جنوب تونس يوم الأربعاء (29 مايو/ أيار).
وأوضحت أن من بين العائدين 14 عائلة كانوا على متن الطائرة استفادوا من مساعدات المغادرة، مثل الدعم الاجتماعي والطبي وخدمات الإقامة ومستلزمات النظافة الصحية والأطفال وقسائم الطعام والملابس كما سيستفيدون من حزمة إعادة الإدماج.
ويضاف هؤلاء إلى حوالي 7100 مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء كانوا غادروا تونس ضمن نفس البرنامج، في الفترة الممتدة بين مارس/ آذار 2023 ومايو/ أيار 2024، وفق وزارة الداخلية التونسية.
وفي سياق آخر، كشف الحرس الوطني التونسي يوم الاثنين (27 مايو/ أيار 2024)، عن إنقاذ 153 مهاجرا من الغرق إثر تسرب المياه إلى قارب كان يقلهم قبالة سواحل العاصمة، وأنقذت البحرية التونسية المهاجرين وجميعهم تونسيون، على بعد 20 ميلا من ميناء حلق الوادي، بعد تلقيها إشعارا منهم ببداية غرق القارب.
كما أعلن الحرس الوطني التونسي أيضًا، يوم الأربعاء 29 مايو/ أيار، أن أربعة مهاجرين تونسيين فُقدوا قبالة سواحل مدينة المهدية الساحلية شرقي تونس، بعد محاولتهم الوصول إلى أوروبا، بينما تم إنقاذ 17 آخرين.
وفي يوم الاثنين، انطلقت مجموعة من المهاجرين بينهم سبعة “أجانب”، من ساحل الشابة بالقرب من المهدية، لكن قاربهم انقلب بعد فترة وجيزة، وقال حسام الدين الجبابلي الناطق باسم الحرس الوطني، إن أربعة مهاجرين من الجنسية التونسية ما زالوا في عداد المفقودين.
وفي يوم الجمعة 31 مايو/ أيار، قضى خمسة مهاجرين أفارقة في حادث انقلاب شاحنة جنوب تونس وتحديدًا في محافظة قفصة، كان على متنها 23 مهاجرًا، ما تسبب في إصابة 20 منهم بجروح متفاوتة الخطورة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، معز تريعة: إنّ “حادث انقلاب شاحنة جنوب تونس وقع فجر اليوم الجمعة على طريق كان على متنها مهاجرون من دول جنوب الصحراء دون تحديد جنسياتهم “. وأكد تريعة لـ”العربي الجديد” أنّ “عناصر الدفاع المدني تدخلت بإسعاف المصابين ونقلهم نحو المستشفى الجهوي، كما عاينت وفاة ثلاثة مهاجرين مجهولي الهوية في عين المكان وجرى تسليم جثثهم لمصالح الأمن”.
لكن أوضح مصدر طبي، فضل عدم الكشف عن صفته، أن حصيلة الوفيات ارتفعت إلى خمس بعد نقل الجرحى إلى المستشفى الجهوي بقفصة. وأكد لـ”العربي الجديد” إيواء 18 مصابا في المؤسسة الصحية من أجل تلقي العلاج بعد تعرضهم لجروح متفاوتة الخطورة.
إيطاليا
الحكومة تمدد الطوارئ ستة أشهر لمواجهة تدفقات اللاجئين، ومئات المهاجرين وصلوا إلى إيطاليا، بالإضافة إلى مصرع رضيع وإنقاذ 250 مهاجرا
نشرت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، ووزير الحماية المدنية نيلو موسوميتشي، قرارا في الجريدة الرسمية في 28 مايو/ أيار، ينص على تمديد حالة الطوارئ لمدة ستة شهور إضافية، “نتيجة الارتفاع الاستثنائي في تدفقات المهاجرين، الذين يدخلون الأراضي الوطنية عبر طرق الهجرة بالبحر المتوسط”.
وأشار الإجراء إلى أن “إعلان حالة الطوارئ اعتمد للتعامل مع الحالات التي تتطلب استخدام وسائل وسلطات استثنائية، نظرا لشدتها وبعدها”.
وتم طلب التمديد بواسطة مذكرة من وزارة الداخلية، بسبب “الطبيعة الاستثنائية للوضع المستمر”، وأوضحت الوزارة، في مذكرتها أن “التطور المعقد لسيناريو الأزمة العالمية من شأنه أن يثير موجات هجرة متزايدة، قد تصل إلى سواحل البحر المتوسط عبر ليبيا، فضلا عن توقع ارتفاع جديد ملموس في وصول المواطنين الأجانب إلى إيطاليا، مع استقرار الظروف الجوية والبحرية الملائمة، مع اقتراب فصل الصيف”.
في المقابل، وصلت قوارب إلى جزيرة لامبيدوزا على مدار يومين، ففي 27 مايو/ أيار وصل 53 مهاجرا، من بينهم 10 قاصرين، بعدما اعترضت سفينة دورية تابعة للحرس المالي، تحمل رقم V836، قاربهم الذي يبلغ طوله 10 أمتار.
وقال المهاجرون البنغاليون والمصريون والسوريون، الذين كانوا على متن القارب، إنهم انطلقوا من مدينة تاجوراء في ليبيا.
وصادرت الشرطة الإيطالية القارب بينما نقل المهاجرون الذين كانوا على متنه إلى مركز استقبال اللاجئين “كونترادا إمبريكولا”، الذي كان فارغا تماما في يوم 27 مايو/ أيار بناء على أوامر من محافظة أغريجنتو.
كما وصل 93 مهاجرا إضافيا إلى الجزيرة في 27 مايو/ أيار، بعد اعتراض دورية تابعة للحرس المالي ثلاثة قوارب كانوا على متنها. ومن بين الذين أبحروا من تونس امرأتان و117 قاصرا، قالوا إنهم مصريون وسودانيون وسوريون وتونسيون.
وعقب عمليات الوصول الأربع إلى أكبر جزر بيلاجي، في غضون ساعات قليلة في يوم 27 مايو/ أيار، وصل 143 مهاجرا آخرون في الليلة التالية (28 مايو/ أيار)، بعد أن أنقذت زوارق خفر السواحل والحرس المالي، أربعة قوارب كانوا على متنها.
وتراوحت مجموعات الركاب بين تسعة أشخاص على الأقل و58 شخصا كحد أقصى، من بينهم حوالي 10 قاصرين. ونقل جميع الأشخاص، إلى مركز استقبال المهاجرين “كونترادا إمبريكولا”، حيث تم إحصاء 289 مقيما، من بينهم ستة قاصرين غير مصحوبين بذويهم، اعتبارا من صباح يوم 28 مايو/ أيار.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة “أس أو أس هيومانيتي” غير الحكومية، أن جثة رضيع وصلت إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، صباح الثلاثاء 27 مايو/ أيار، بعد أن فارق الحياة في أثناء رحلة الهجرة عبر المتوسط، فيما تم إنقاذ أمه وأخيه البالغ ثلاث سنوات.
وجاء في تغريدة نشرتها المنظمة “هذا الصباح، أجلى خفر السواحل (الإيطالي) أمًّا وطفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات، بعد أن أنقذهما طاقمنا من محنة في البحر، إلى لامبيدوزا، تم أيضا إجلاء جثة رضيع، والذي كان ميتًا وقت وصول فريق الإنقاذ الخاص بنا”.
ونوهت المنظمة إلى أن 183 مهاجرًا لا يزالون على متن سفينة “هيومانيتي 1″، حيث تم إنقاذهم من أربعة قوارب خلال يوم الاثنين إلى الثلاثاء، ومن بينهم أطفال ونساء حوامل، بالإضافة إلى “أشخاص يعانون من ضائقة نفسية ومن حروق” (ناجمة عن اختلاط مياه البحر بوقود القارب).
من جانبها، أعلنت منظمة “أس أو أس ميديتيرانيه” أن طواقهما العاملة على متن سفينة “أوشن فايكنغ” للإنقاذ، أنقذت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، 26 مهاجرًا من قارب منجرف في منطقة البحث والإنقاذ المالطية، مشيرة إلى أن نداء الاستغاثة أُرسل بواسطة منظمة هاتف الإنذار.
وجاء في تغريدة المنظمة “قامت السلطات البحرية الإيطالية بتنسيق عملية البحث والإنقاذ. وأفاد الناجون أنهم أمضوا ثلاثة أيام في البحر”.
صباح أمس الثلاثاء، أنقذت السفينة 41 مهاجرًا من قارب خشبي في منطقة البحث والإنقاذ الليبية، كما أشارت إلى أن أحد الأشخاص كان فاقدا للوعي بسبب انخفاض حرارة جسمه، بينما أصيب العديد من الأشخاص بحروق بسبب اختلاط ماء البحر بوقود القارب.
وأوضحت المنظمة أن سفينة “أوشن فايكنغ” ستحتاج إلى ثلاثة أيام إضافية من الملاحة للوصول إلى ميناء أنكونا على ساحل البحر الأدرياتيكي، الذي حددته السلطات لإنزال الناجين الـ67 الذين تم إنقاذهم من القاربين.
اليونان
وفاة مهاجر في حادثة تصادم قوارب مع خفر السواحل اليوناني
أعلنت السلطات اليونانية 1 يونيو/ حزيران مقتل مهاجر وإصابة خمسة آخرين، في حادث تصادم في بحر إيجه بين القارب الذي كانوا يحاولون الوصول فيه إلى اليونان وزورق دورية لخفر السواحل اليوناني كان يلاحقهم.
مساء الجمعة، “رصد زورقان دورية قاربا مطاطيا يحمل عددا من الركاب، يبحر بسرعة عالية، دون إشارات مرور، باتجاه جزيرة نيموس”، بحسب بيان صحفي لخفر السواحل اليوناني، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. ويُذكر أن خفر السواحل اليوناني متهم بانتهاكات متعددة بحق المهاجرين غير النظاميين.
جزر الكناري
إنقاذ 464 مهاجرا في جزر الكناري بينهم حالة ولادة وفقدان 12 شخصا
في عملية إنقاذ رابعة فجر الخميس الماضي، تمكنت سفينة “سالفامار ميزار” من إنقاذ 44 مهاجرا وإنزالهم في ميناء “لوس كريستيانوس” في تينيريفي كبرى جزر أرخبيل الكناري، ما رفع عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم إلى 464 شخصا منذ التبليغ عن مشاهدة القوارب مساء الأربعاء.
وكان 39 رجلا وثلاث نساء وقاصرين اثنين، جميعهم من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على متن قارب خشبي صغير تقطعت به السبل بين جزيرتي تينيريفي ولاجوميرا، حسبما ذكر متحدث باسم الحكومة.
وقبل ذلك بساعات، تمكنت قوارب بحرية من إنقاذ 420 شخصا آخرين في ثلاثة قوارب جنوب “إل هييرو”، أحدهم حدثت على متنه حالة ولادة، بينما كان قارب آخر بحالة سيئة للغاية، وتحدث ناجون أنهم فقدوا 12 مهاجرا من بينهم.