في 14 مايو 2023 تجمع العشرات من اللاجئىن/ات وملتمسي/ات اللجوء من ذوى الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة الحركية أمام مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالحي السابع بمدينة السادس من أكتوبر(غرب القاهرة)، بينما رفعوا لافتات مدون عليها (we are dying here/نحن نموت هنا) (اين الحماية )(اليس لنا حقوق)، مطالبين المفوضية السامية للأمم المتحدة بالتدخل لتوفير الحماية والدعم المناسب لهم/هن، في المكان المخصص للانتظار أمام مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة دون اعتراض للمارة أو تعطيل للطريق أو أي تجاوز.
وثقت منصة اللاجئين في مصر مطالب المتجمعين/ات أمام مكتب المفوضية والتي تتضمن ( توفير الحماية المناسبة لهم/هن،النظر في ملفاتهم/هن التي تنتظر منذ وقت طويل،توفير الرعاية اللازمة لحياتهم/هن، وتوفير الأدوية والمتابعة الطبية والصحية الدورية، والرد على شكاواهم/هن المتعلقة بالتعامل مع المفوضية السامية وشركائها في مصر، ودعمهم/هن في البحث عن فرص لإعادة الدمج) كما وثقت ” المنصة” شكاوى سابقة تقدم بها المتجمعين ولكن تم تجاهلها.
وأوضح أحد القيادات المجتمعية القريبة من المجموعات التي تجمعت أمام مكتب المفوضية أن موظفو المفوضية أبلغوا المتجمهرين/ات بأنهم سوف ينظرون فى طلباتهم/هن وشكاويهم/هن وأنهم/هن سوف يبلغونهم/هن بالرد في الأيام القادمة، موضحا ” لن يحدث شيء، هذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها اللاجئون/ات بتحسين أوضاعهم/هن سواء بشكل عام آو الحالات ذات الاحتياج لتدخل عاجل أو خاص نظرا لظرف خاص يتعلق بعهم/هن”، وأوضح المصدر أنه يتابع مع طالبة لجوء من ذوى الاحتياجات الخاصة من إحدى الدول الإفريقية عمرها 21 عاما حاول أكثر من مرة من خلال المفوضية وشركائها توفير الرعاية الصحية اللازمة لها الأمر الذي يرد عليه بالتسويف حتى تيبست عضلاتها نتيجة عدم تلقيها الرعاية الصحية اللازمة واضاف “انها واحدة من حالات كثيرة تراسل المفوضية وشركائها بلا نتيجة حتى الآن” وذكر انه سابقا كانت المفوضية تستجيب لطلبات المبادرات وتجمعات اللاجئين بخلاف الوضع الحالى الذى لا يستجيبون فيه لأحد ولا حتى بالرد، موضحا ” هذا الأمر يمثل عبأ على القيادات المجتمعية والنشطاء، لأن مجتمعاتنا تتهمنا بالتخاذل، بينما ليس بيدنا من الأمر شيء”.
في نفس السياق كانت مبادرة حقوق اللاجئين الأفارقة قد نشرت منشورين على صفحتها على فيس بوك حول التظاهرة يوم ١٤ مايو ٢٠٢٣، ليتم اختطاف مدير المبادرة اللاجيء التشادى والمدافع عن حقوق الإنسان جاسنان الفريد كامو Djasnan Alfred camus من قبل فردي أمن مسلحين يرتدون الزى المدنى من منزله بمدينة السادس من أكتوبر، واصطحابه فى سيارة ملاكى الى مكان غير معلوم بالقوة وتحت التهديد، وحتى الآن لم يستطع اهله أو محاميه او اصدقاءه تحديد الجهة التي ألقت القبض عليه أو أسباب القبض عليه أو مكان احتجازه، بينما عبرت مجتمعات اللاجئين/ات من جنسيات افريقية عن استيائها وقلقها من خبر اختطاف السيد جاسنان.
بحسب ناشط من مبادرة اللاجئين الأفارقة طلب عدم الإفصاح عن هويته، كان جاسنان قد تقدم بطلب ترخيص تظاهرة أمام مقر المفوضية الشهر الماضي بصفته مدير لمبادرة اللاجئين الأفارقة فى مصر لمطالبة المفوضية بالايفاء بالتزاماتها، توجه بالطلب إلى قسم شرطة السادس من اكتوبر، الطلب الذى لم توافق عليه الأجهزة الأمنية متحججة بالوضع الاقتصادى الحالى فيما طلب منه الضابط الذي تقدم له بالطلب -حسب شهود – بتقديم طلباتهم المفوضية وأنهم سيوفرون لهم الدعم الكامل للموافقة على مطالبهم الأمر الذي نقلة جاسنان إلى زملائه في المبادرة وطلب منهم عدم القيام بالتظاهر و التقدم بالطلبات مرة أخرى للمفوضية وهو ما قاموا به دون استجابة لطلباتهم حتى الآن، بحسب المصدر.
يرجح العديد من القيادات المجتمعية التي تحدثت معها منصة اللاجئين في مصر عقب اختطاف السيد جاسنان، أن اختطافه/إلقاء القبض عليه/إخفائه نتيجة لظن الأجهزة الأمنية أنه منظم لتجمع ذوى الاحتياجات الخاصة أمام مكتب المفوضية في ١٤ مايو الماضى، وهو الأمر الذي لا يرتبط بجاسنان فى باى حال كما أوضحت القيادات المجتمعية وكذلك بعض من المتجمعين/ات الذين لا يعرفون حتى اسمه، ويأتي هذا الترجيح بسبب ” أنه مقيم في مصر منذ أكثر من عشر سنوات، نشاطه معروف ولا يقوم بأي شيء خارج القانون، وعندما فكر حتى في تنظيم مظاهرة أول شيء فكر فيه هو التقدم بطلب رسمي للسلطات المصرية وعندما رفضت السلطات، كان رد فعله هو إلغاء الفكرة وتقديم الطلبات التي لم يتم الرد عليها” كما أوضحت إحدى قائدة مجتمعية من جنسية إفريقية على علم بنشاط السيد جاسنان في مصر.
” مبادرة حقوق اللاجئين الأفارقة” هي مبادرة مجتمعية حديثة من لاجئين/ات من جنسيات إفريقية مختلفة، تقوم على توثيق شكاوى اللاجئين/ات من جنسيات افريقية ومتابعة احتياجهم/هن ورفع أصواتهم/هن عاليا من أجل المساعدة على وصولها لصناع القرار المسؤولين عن حلها، تقوم المبادرة بنشر الشهادات من خلال صفحتها على فيس بوك وقناتها على يوتيوب، إن اختطاف السيد جاسنان يؤثر أيضا على حياة وأمان الأشخاص الذين تحدثوا/تحدثن معه من بينهم/هن ( ناجين/ات، ضحايا ) لانتهاكات خطيرة لحقوقهم/هن.
تتخوف أسرة جاسنان وأصدقائه على حياته وصحته وتنضم إليهم منصة اللاجئين في تخوفهم وتحمل مسؤولية أمن وصحة وحياة وحرية السيد جاسنان ألفريد كامو للسلطات المصرية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – المسجل لديها – وتطالب بسرعة الإفراج عنه وعودته الى اهله واصدقائه والإيفاء بالالتزامات الدولية الخاصة بحماية اللاجئين وتوفير الأمن و الرعايه اللازمه لهم/هن.