Search
Close this search box.

كوب 27: عن حكاية الطفل أسعد والهجرة المناخية وحقوق الأشخاص النازحين في مصر

الصورة: الطفل أسعد في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ يتوجه لحكاية كيف نزح من السودان إلى مصر بعدما دمرت الفيضانات منزله. محمد منصور عبر فيس بوك ©
الصورة: الطفل أسعد في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ يتوجه لحكاية كيف نزح من السودان إلى مصر بعدما دمرت الفيضانات منزله. محمد منصور عبر فيس بوك ©

فريق عمل منصة اللاجئين في مصر

منصة رقمية مستقلة تهدف لخدمة اللاجئين واللاجئات.

يوم الأحد الماضي الموافق 13 نوفمبر 2022، في إحدى جلسات مؤتمر المناخ (COP 27) المنعقد بمدينة شرم الشيخ في مصر؛ روي الطفل “أسعد” السوداني البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما، قصة نجاته من الفيضانات والسيول التي ضربت السودان الصيف الماضي في الفترة من مايو وسبتمبر. 

بدأت الحكاية حينما كان أسعد يلعب مع ابن خالته في فناء منزله في ريف السودان، وفي لحظة سقطت جدران المنزل وأُصيب ابن خالته إصابة بليغة في قدميه؛ بينما أصيب أسعد بخدوش في ذراعيه وفقد وعيه. ليستفيق بعد ذلك داخل مستشفى بدائي ويخبروه أن الفيضان دمر منزله.

هاجر أسعد من السودان إلى مصر بسبب كوارث تغيرات المناخ من فيضانات وسيول ضربت جميع أنحاء السودان.

خلال العام الجاري، بلغ عدد الأشخاص المتضررين من التغيرات المناخية في السودان 349000، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في 17 أكتوبر 2022. وتدمر ما لا يقل عن 24،860 منزلًا وتضرر 48،250 منزلًا في 16 ولاية من أصل 18 ولاية. وأفاد المجلس القومي للدفاع المدني عن مقتل 146 شخصًا وإصابة 122 آخرين منذ بداية موسم الأمطار في يونيو.

روي أسعد قصته في مؤتمر المناخ بصحبة سيدة ورجل من النيجر، وشابة من اليمن، ورجل من بنجلاديش. جميعم/هن حكوا عن تهديدات تغير المناخ في بلادهم/هن، وما هي آثار ومخاطر تغيرات المناخ من جفاف حاد وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وشح الموارد الأساسية بسبب التصحر وتقلص الأراضي الزراعية والفيضانات.

إن إعطاء منصة للأشخاص للتحدث عن تجارب هجرة المناخ والتوعية بمخاطرها من أجل الإستعداد أمر هام، لكن الأهم من ذلك هو الإستعداد لهذه التغيرات وتوفير الحماية والأمان للأشخاص المتنقلين نتيجة تغير المناخ.

في الوقت الحالي، لا تعترف المواثيق والمعاهدات الدولية بلاجئي ولاجئات المناخ، ولا يحمي القانون الدولي أو السياسات المحلية لمعظم البلدان المستقبِلة، أولئك الذين يُجبَرون على النزوح بسبب تغير المناخ، الذي يهدد سبل عيشهم وسلامتهم. 

في مصر: وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، في أغسطس 2022، يُقدر عدد المهاجرين/ات الدوليين الذين يعيشون بها بـ9 ملايين شخص. وتشكل المجموعات السودانية وحدها (4 ملايين). كما تشير آخر إحصائية صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر في 31 أكتوبر 2022،  أن هناك 288,173 لاجئ/ة مسجلون لديها، نصفهم من سوريا، والنصف الآخر من بلاد شرق إفريقيا، من بينهم 58,521 من السودان، و23,701 من جنوب السودان.

تتحدث الأخبار المتداولة عن أسعد أن هذا الطفل -أسعد حظاً- عن غيره من الأطفال، وأنهم “ينتظرون في طوابير طويلة لإتمام إجراءات الهجرة، أو يُسلمون أنفسهم -كما يقول أسعد- للمهربين ليعبروا بهم الحدود -بطريقة غير نظامية- ويقول أسعد، بينما تملأ الدموع عينيه إنه تمكن من النجاة..”لكن ماذا عن الرفاق؟”.

إنه بالتأكيد أسعد حظا، لأن السلطات المصرية تقوم بشكل ممنهج بتوقيف آلاف المهاجرين/ات سنويا على حدودها في ممارسات غامضة أغلبها تنطوي على الاحتجاز التعسفي للرجال والنساء والأطفال في مقارِّ احتجاز سيئة، بعضها غير رسمي، وفي ظروف احتجاز غير إنسانية ودون رعاية صحية أو نفسية. 

ويتعرض المحتجزون/ات من ملتمسي/ات اللجوء للحرمان من التواصل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مما يعني حرمانه من التمكين من إجراءات التماس اللجوء، وفوق ذلك تقوم السلطات المصرية بترحيل ملتمسي/ات اللجوء قسرا لدول يُخشى عليهم فيها من التعرض لخطر القتل والتعذيب والاختفاء والسخرة.

حتى تاريخ نشر هذا التقرير، مصر ليست لديها تشريعات محلية تضمن تنفيذ الالتزامات الدولية تجاه اللاجئين/ات وملتمسي/ات اللجوء والمهاجرين/ات، إلى جانب عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، فإن مصر لديها سجل حافل بانتهاكات حقوق الإنسان تجاه اللاجئين/ات والمهاجرين/ات مع غياب ظروف الحماية وضمانات العدالة، هذه الأمور وأكثر تجعل تحقيق العدالة المناخية أمرًا بعيد المنال.

بإنتظام، توثق “منصة اللاجئين في مصر” وقائع إساءة معاملة المهاجرين/ات واللاجئين/ات، خاصة النساء والأطفال وتعرضهم/هن للمضايقات والتحرش الجنسي والتمييز. وتواجه النساء والفتيات اللاجئات، ولا سيما أصحاب البشرة السمراء، أكبر مخاطر العنف المجتمعي والجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وفي فبراير الماضي، نشرت “منصة اللاجئين في مصر” 15 شهادة موثقة من لاجئين سودانيين مقيمين بالقاهرة تفيد باختطافهم من قبل قوات أمن واجبارهم على العمل في “مخزن” لم يستطيعوا الاستدلال على مكانه تحديدا، ثم تركوا في الصحراء، وأنهم أجبروا على العمل تحت الضرب والتهديد.

تحدث هذه الإنتهاكات بحق المهاجرين/ات واللاجئين/ات في ظل عدم توفير الحماية أو سبل تحقيق العدالة للفئات الأكثر تعرضا للانتهاكات من النساء والأطفال المهاجرين غير المصحوبين وضحايا الاتجار بالبشر. 

بسبب أزمة حقوق الانسان المروعة في مصر واستضافتها لمؤتمر المناخ هذا العام، اتضح للمزيد من الأشخاص أن هناك الكثير مما يتطلب العمل عليه حتى نصل إلى عدالة مناخية حقيقية، ويجب بدء العمل على تغيرات المناخ بشكل أعمق من منظور حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة، وضمان حقوق الأفراد كافة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. 

لذلك نشرت “منصة اللاجئين في مصر” ورقة مع بداية انعقاد مؤتمر المناخ توضح تقاطعات تغير المناخ والنزوح القسري وحقوق الإنسان وتطرح مجموعة من التوصيات المهمة التي نعيد تكرارها مرة اخرى لـ(حكومات الدول والمنظمات الدولية والمجموعات المشاركة في “كوب 27″، والحكومة المصرية)، ويمكنكم الإطلاع عليها من هنا 

{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الاكثر قراءة

اخر الاصدارات

فايسبوك

تويتر

اشترك في القائمة البريدية

أعزاءنا المستخدمين والمستخدمات لمنصة اللاجئين في مصر، يسعدنا أن تبقوا على إطلاع دائم على كل التحديثات الهامة المتعلقة بالأخبار اليومية والخدمات والإجراءات والقضايا والتقارير والتفاعل معها من خلال منصاتكم على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا كنتم ترغبون في الاشتراك في نشرتنا الإخبارية والإطلاع على كل جديد، سجلوا الآن.