في ٤ ديسمبر ٢٠٢٣ قامت السلطات المصرية بإبعاد اللاجيء السوري ( م.أ.ر) إلي ليبيا على متن رحلة تابعة لشركة الطيران الليبية برنيق، كان اللاجئ السوري قد تم احتجازه منذ يوم ١ ديسمبر ٢٠٢٣ في مقر احتجاز تابع لجهاز الأمن الوطني المصري بمطار القاهرة بعد رفض الأمن العام اللبناني دخوله إلى لبنان لزيارة عائلته، وإعادته قسرا إلى الوجهة السابقة التي قدم منها وهي القاهرة التي وصل إليها ترانزيت من ليبيا التي كان مقيم فيها.
تدين منصة اللاجئين في مصر رفض دخول اللاجئ ( م.أ.ر ) إلى لبنان وترحيله إلى مصر قسرا، ومن ثم تهديده بالترحيل القسري إلى سوريا من مصر ثم إبعاده لمكان خطير على حياة اللاجئين وملتمسي اللجوء، فإننا نطالب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتدخل لانقاذ حياته في ليبيا، وإيقاف ترحيل ملتمسي اللجوء من مصر قسرا والذي زادت وتيرته في الشهور الأخيرة.
مازال اللاجىء المرحل يواجه مخاطر جسيمة في ليبيا، حيث أنه لم يتمكن من الوصول للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا لتقديم طلب التماس لجوء، مما يعرضه لوضع غير رسمي يزيد مخاطر الاستغلال وهو ما يحدث معه بالفعل بناء على ما وثقته منصة اللاجئين بعد ترحيله إلى ليبيا، كما أنه معرض في أي وقت لحدوث انتهاكات تشمل الاختطاف والتعذيب والقتل دون أي شكل من أشكال الحماية القانونية.
كان ( م.أ.ر) قد وصل إلى مطار رفيق الحريري في لبنان قادما من ليبيا التي كان مقيم فيها لأكثر من عام عبر -مطار القاهرة ترانزيت-، وذلك بهدف زيارة عائلته المقيمة في لبنان، وبرغم أنه مسجل كملتمس لجوء لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إلا أن الأمن العام اللبناني قام بتوقيفه في مطار الحريري ورفض دخوله إلى لبنان دون توضيح أسباب أو قرارت صادرة بحقه.
بعد ذلك -وبحسب ما وثقته منصة اللاجئين في مصر- تم اصطحابه من صالة ٣ بمطار القاهرة الدولي إلي غرفة الأمن الوطني ومصادرة جواز سفره وكذلك هاتفه المحمول ومنعه من التواصل مع العالم الخارجي وإخباره من قبل الضباط هناك أنه لن يسمح له ولا لغيره من السوريين دخول الأراضي اللبنانية في تصرف عنصري واضح، بحسب شهادة اللاجيء فقد تم التعامل معه بشكل سيء للغاية وتهديده بالترحيل إلى سوريا التي يواجه فيها خطر القتل والاختفاء القسري والتعذيب.
منعت سلطات الأمن اللاجيء من التواصل مع عائلته أو مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر لتقديم التماس اللجوء وطلب الحماية لديها، لم يتم الرد على أي من أسئلة اللاجئ حول مصيره وما الذي سوف يحدث معه لاحقا، بحسب ما وثقته “منصة اللاجئين”، فإن الضباط المسؤلين أخبروه بأنه ممنوع من دخول البلاد دون توضيح أي أسباب لذلك.
كما قام أفراد أمن السلطات المصرية بنزع الجاكيت الذي كان يرتديه وحذائه والجوارب، ثم احتجازه في غرفة داخل مطار القاهرة مع محتجزين آخرين من جنسيات عربية وأفريقية يقارب عددهم خمسة عشر في غرفة بها ستة أسرة وحمام واحد، وكانت ظروف الاحتجاز سيئة للغاية حيث لا يوجد سوى حمام واحد وهو المصدر الوحيد أيضا لمياه الشرب، وتسليم كل منهم علبة صغيرة من العصير وكيس صغير من البسكويت كل يوم.
وثقت “منصة اللاجئين” ونشرت طلبا للسلطات المصرية في ٣ ديسمبر ٢٠٢٣ تطالب فيه بوقف الترحيل وطالبت السلطات المصرية ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين في مصر بالإلتزام بمسؤولية أمان ( م.أ.ر) والالتزام بالحقوق والواجبات تجاه اللاجئين وعدم انتهاك مبدأ الإعادة القسري التي نصت عليه اتفاقية ١٩٥١ وبروتوكولها المكمل الذين وقعت وصدقت عليهما مصر، حيث أن إعادة اللاجئين وملتمسي اللجوء إلى سوريا يعرضهم لخطر التعذيب والاختفاء القسري والقتل.