قمنا بالامس بنشر مقطع مصور يحتوي على اعتداء بالضرب والسباب على طفل ذو بشرة سمراء مع تجهيل لهويته حفاظا على خصوصيته وطالبنا الجهات المختصة بالتدخل لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة تجاه المعتدين وتجاه حماية الضحايا والناجين، وحيث أنه حتى الآن لم تصدر اي بيانات رسمية من النيابة العامة او وزارة الداخلية حول الواقعة، وبحسب ما وصلنا إليه من إفادات مباشرة او من خلال بث مباشر عام على مواقع التواصل الإجتماعي صرح العديد من قادة مجتمع الجنوب سودانيين في القاهرة ” بأن الطفل والفتيات المعتدي عليهم/نّ من دولة جنوب السودان ومقيمين/ات في مصر، وأن الواقعة حدثت صباح الخميس الماضي 29 إبريل 2021، في شارع آدم منطقة عين شمس تجاه الألف مسكن، أثناء عودة الطفل الجنوب سوداني ( ك. د) من حفلة مع ثلاثة فتيات من اقاربه وجيرانه – جميعهم اعمارهم بين الخامسة عشر والسابعة عشر- اعترض سبيلهم مجموعة من الشباب المصريين بأسلحة بيضاء، تمكنت إحدى الفتيات من الهرب جريا، كما قام الطفل بالاختباء خلف احدى السيارات الموجودة في الشارع، وقام المعتدين باصطحاب الفتاتين لشقتهم في إحدى البنايات، وأثناء إختباء الطفل باكيا خلف إحدى السيارات في الشارع رأته سيدة في شقة المعتدين – ويرجح انها ام لأحدهم – فقامت بالصراخ وطلبت منهم اصطحابه ايضا إلى الشقة، وعندما اجبروه على الصعود تناوبوا ضربه وتعمدوا اهانته بالقول والفعل كما ظهر جزء منه في المقطع المصور الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس.
بينما تسائل العديد حول مصير الفتاتين اللتين كانتا موجودتين أثناء الواقعة المصورة وما الذي حدث لهم؟ أفاد نشطاء ب ” أنهما تعرضتا لمضايقات واعتداءات جنسية- رفضوا الحديث عن تفاصيل حول ذلك- كما قامت السيدة في المنزل بحلق شعرهم قبل القائهم في الشارع، وافاد الطفل المعتجى عليه بانه راي احداهن وقد قاموا بتعريتها وتصويؤها ثم اصطحابها إلى شقة أخرى غير التي كان متواجدا بها، و ترفض اسرهم التواصل مع اي شخص او الافصاح عن هويتهم او ما حدث معهم.
وبحسب ما قاله قادة مجتمع الجنوب سودانيين في القاهرة المتابعين للقضية أن أجهزة الامن تحركت لإلقاء القبض على المتهمين فور نشر الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي وتمكنت بالفعل من القبض على بعضهم بينما مازال أحد المعتدين وهو من ظهر خلال المقطع المصور هاربا حتى الآن.
أفاد احد اقارب الاسرة بأن الأجهزة الامنية طلبتهم للتحقيق اول امس بعد نشر المقطع المصور من قبل المعتدين على تطبيق ” تيك توك” ، وحصلت على افادتهم كاملة على مدار يوم وليلة بعد ذلك تم إعلامهم بصدور قرار ضبط واحضار للمتهمين من النيابة، وبعد القبض على الثلاثة متهمين أخبر رجال الامن أسرة الطفل مساء أمس بصدور قرار حبس للمتهمين في القضية لمدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق واستمرار البحث عن المتهم الهارب.
بينما صرح الناشط الجنوب سوداني” مايكل كريستوفر” مساء أمس خلال بث كان قد قطعه ثم عاد مرة اخرى قائلا: { السفير المصري بجوبا أخبرني في اتصال هاتفي الآن بالقبض على ثلاثة من المعتدين وتقديمهم للتحقيق والمحاكمة وهم من قام بالضرب ومن قام بالتصوير والاخر الذي كان يضحك}، كما استكمل البث المباشر بالمطالبة بنشر التحقيقات حول القضية و بتوفير مزيد من الحماية لابناء جنوب السودان في مصر فيما يتعلق بقضايا العنصرية والاعتداء، وانتقد بشدة ما اعتبره تخاذل من قبل سفارة جنوب السودان بالقاهرة قائلا ( اللي جاعدين في مصر ديل، دول كلهم شيلوهم من هناك، ما ينفع يشتغلوا في السفارة، ارجعوا ارجعوا للبستان، يجيبوا ناس بيعرفوا كيف يمارسوا نشاط دبلوماسي).
كما حصلنا على إفادة مباشرة من أسرة الطفل بأن” أهل المعتدين قاموا بصحبة بلطجية بمحاصرة المنزل عقب القبض على المتهمين وتهديدهم إلا انه عقب اتصال اسرة الطفل بالشرطة لاذوا بالفرار” ، ومازالت الاسرة تشعر بالخوف الشديد على حياتهم في ظل التهديدات المستمرة من اسرة المعتدين مما اضطرهم للذهاب لمنزل آخر وعدم الخروج منه في ظل تمسكهم بعدم التنازل عن الشكاوى المقدمة.
ان هذه الافادات تشكل اتهامات بارتكاب جرائم خطيرة يجب ان يهتز لحدوثها المجتمع، ان الاختطاف وقطع الطريق واستخدام الاسلحة البيضاء وترويع الآمنين والاختطاف والاحتجاز و الاتهامات باعتداءات جنسية وبدنية وارتكاب جرائم عنصرية واذاعة مقطع مصور يحرض عليها لهو امر يستدعي التحقيق الفوري والعاجل واتخاذ اجراءات حالية لوقف المعتدين وتحقيق الردع العام والخاص وجرس إنذار نحو ضرورة اتخاذ اجراءات مستقبلية لمنع حدوث هذا النوع من الحوادث مرة أخرى.
نجدد مطالبنا للجهات المعنية وندعوكم لمشاركتنا صوتنا، بالتدخل الفوري، والإفصاح عن مجريات التحقيق – اذا كانت الأخبار المتداولة صحيحة- حيث ان هذه القضية تهدد امن وسلامة المجتمع بشكل حقيقي وتعيق الدمج بين الوافدين واللاجئين الذين تستضيفهم وترحب بهم مصر، كما نطالب بتوفير حماية حقيقية للطفل واسرته والفتاتين المعتدى عليهن واسرهن والفتاة الشاهدة على الواقعة التي استطاعت الفرار من الاعتداء.
نجدد مطالبنا بقانون يحمي حقوق اللاجئين واللاجئات وقرارات تسهل سبل التقاضي وهذا ما لاحظنا جميعا تطورا كبيرا فيه خلال الفترة الماضية من ناحية الاستجابة ورد الفعل، وتوعية حقيقية بخطورة جرائم العنصرية والتنمر والاعتداء البدني والجنسي على اللاجئين،كما نطالب بتوفير حماية حقيقية وكاملة للضحايا والناجين والشهود في قضايا العنصرية والعنف والتعذيب.
كما نقدم تنويها للصفحات والمواقع التي قامت بنشر المقطع المصور للحادثة أن يقوموا بتظليل وجه الطفل حماية له وتوفيرا للأمان والخصوصية وبناء على رغبة اسرته.
الفيديو الذي قمنا بنشره امس: الإعتداء بالضرب والسباب على طفل سوداني