اليوم قرر القاضي اليوناني في محاكمة عمال الإغاثة المتهم بها كل من سارة مارديني وشون بيندر و22 آخرين، أن يتم إسقاط التهم الموجهة ضد المتهمين الأجانب (سارة مارديني وشون بيندر)، بسبب عدم ترجمة لوائح الاتهام. أما بالنسبة للمتهمين اليونانيين المتبقين، ألغي القاضي تهمة التجسس بسبب غموض الاتهامات.
بدأت جلسة المحاكمة في التاسعة صباحا ونفي كل المتهمين ارتكاب أي خطأ، مؤكدين أن كل ما فعلوه قانونيا بموجب القوانين المحلية والدولية في إنقاذ حياة المهاجرين/ات الذين يعبرون البحر.
رغم ذلك، لا يزال بيندر ومتهمين آخرين يواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى 25 عامًا إذا ثبتت إدانتهم في جرائم جنائية منفصلة يجري التحقيق فيها حاليًا – ولكن لم يتم توجيه أي اتهامات رسمية بعد.
صرح فريق الدفاع القانوني لعمال الإغاثة بعد الحكم أن “القرار غير ملائم، وينبغي عدم الاحتفاء به بالنظر إلى أن التهم الجنائية ما زالت معلقة ضد جميع المتهمين، لكنها خطوة أولى مهمة.”
وفي حديث شون بيندر لوسائل الإعلام على سلم المحكمة بعد الحكم، قال إن النتيجة “ليست عدالة”.
“هذا ليس عدلاً؛ هذه هي النيابة التي أدركت بعد أربع سنوات أنهم بحاجة إلى إصدار لائحة اتهام مترجمة، وهي لائحة اتهام لم تكن غامضة تمامًا”. “هذا يعني أننا لن نذهب للمحاكمة، فهذا يعني أننا لا نستطيع أن نثبت براءتنا. إنه مجرد خطأ إجرائي يعني أن هذا لا يمكن أن يستمر.”
وأضاف “هذا هو نفس التكتيك الذي تم استخدامه مرة أخرى لمحاكمة التهم الجنائية، والتي ما زلنا ننتظر حدوثها، هذا يعني 15 عامًا أخرى من الانتظار. كل ما نريده هو العدالة.”
سارة وشون، هما من بين 24 عامل/ة إنقاذ يواجهون عددًا من التهم في اليونان، بما في ذلك “التجسس” و”تهريب الأشخاص” و”المساعدة في نشاط إجرامي” بسبب مساعدة مهاجرين/ات كانوا على وشك الغرق قرب السواحل اليونانية في عامي 2016 و2017.
شون بيندر هو سباح وغطاس، الذي ولد في ألمانيا ونشأ في إيرلندا، سافر إلى جزيرة ليسبوس في عام 2017 للتطوع مع منظمة غير حكومية يونانية تقوم بعمليات البحث والإنقاذ وإبلاغ السلطات بشأن المهاجرين/ات الذين يعبرون من تركيا المجاورة ويواجهون محنة في البحر.
أما سارة مارديني، فهي ناشطة سورية بارزة، وسباحة ألهمت قصتها هي وأختها عمل فيلم “السباحون” من إنتاج “Netflix”، حيث هربت مع شقيقتها يسرى مارديني من سوريا الى تركيا ومنها إلى أوروبا عبر البحر فى 2015 وخلال رحلتهم المضطربة، أنقذوا حياة 20 شخصًا بما في ذلك حياتهما، بعد تعطل قاربهم فى وسط البحر و اضطرارهم إلى القفز والسباحة أثناء سحب القارب حتى الشواطئ اليونانية القفز من قاربهم بعد تعطل محرك القارب المكتظ الذي كانوا يستقلونه في بحر إيجه ودفع القارب إلى الشواطئ اليونانية.
بينما كانت يسري تنافس في فريق السباحة للاجئين في ريو دي جانيرو بالبرازيل وأولمبياد طوكيو باليابان، كانت اختها سارة تنتظر المحاكمة على يد السلطات اليونانية، كواحدة من 24 من عمال الإغاثة والمتطوعين/ات الذين يساعدون المهاجرين/ات في جزيرة ليسبوس باليونان.
أما حملة دعم عمال الإغاثة المتهمين المسماة “فري هيومانيتارين”، قالت “اخيرا تلقينا اليوم بعض الأخبار الإيجابية بعد أكثر من 4 سنوات من النسيان. وقرر القضاة إسقاط بعض التهم الجنحية بسبب خطأ لائحة الاتهام وانقضاء التقادم على بعض التهم. لكن هذا ليس عدلاً.”
وأضافت “إذا استمرت نفس إستراتيجية الأخطاء الإجرائية والتأخيرات الطويلة في تهم الجناية المتبقية، فلدينا 15 عامًا أخرى من النسيان قبل أن نتمكن من إثبات براءتنا. لم نكن لنحقق هذا النصر الصغير بدون الدعم الهائل داخل اليونان وخارجها. معركتنا من أجل العدالة مستمرة.”