Search
Close this search box.

ما الذي يحدث في سبتة؟ السلطات الإسبانية تعيد 5700 مهاجرا بينهم مالا يقل عن 1500 طفل، توتر في العلاقات بين الحكومتين الأسبانية والمغربية، وانتقادات حقوقية واسعة

© AP/By RENATA BRITO and ARITZ PARRA

فريق عمل منصة اللاجئين في مصر

منصة رقمية مستقلة تهدف لخدمة اللاجئين واللاجئات.

تدفق الآلاف من المهاجرين سباحة ومشيا منذ يوم الاثنين الماضي عبر ثغرات حدودية إلى مدينة سبتة الواقعة شمال المغرب والتي تخضع للإدارة الإسبانية، عادة ما يقوم حرس الحدود المغربي بالتواجد حول هذه الثغرات ولكنه لم يكن موجودا خلال الأيام القليلة الماضية مما دفع ما لا يقل عن 8000 شخص من قصر وشباب وعائلات ويعتقد أنه كان من بينهم 1500 شخصا تحت سن ال 18.
بعد عبور هذا العدد الكبير من الأشخاص دفعة واحدة قامت السلطات الإسبانية بدفع المزيد من قوات الشرطة نحو الحدود وحجز جميع من عبروا مما أدي لحدوث اشتباكات بين المهاجرين واستخدام ضباط الحدود الغاز المسيل للدموع.
قامت وزارة الخارجية الإسبانية بعدها يوم الثلاثاء، باستدعاء سفيرة المغرب “كريمة بنيعيش” في مدريد للتشاور وتم عقد اجتماع إزاء التدفق الكبير للمهاجرين في سبتة. كما هدد رئيس الوزراء الإسباني يوم الثلاثاء باستخدام القوة لاستعادة النظام في سبتة، واصفا تدفق المهاجرين بأنه “غزو” شنه المغرب ويشكل خطرًا على بلاده وأوروبا. ‏أعلن بعدها وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي-مارلاسكا إن 200 من عناصر قوات الجيش بالإضافة إلى 200 عنصر إضافي من الشرطة، توجهوا لمساعدة 1100 من عناصر قوة الحدود ونشرت أعداد كبيرة من الشرطة والجيش. قامت جميع القوات بعمليات صد للقادمين وأعادت بالفعل مالا يقل عن 5700 ممن وصلوا مرة أخري للمغرب. وكان من بينهم بعض المراهقين الذين بدا أنهم تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وشهد صحفيو وكالة أسوشيتيد برس الشرطة الإسبانية وهي تعيدهم عبر الحدود رغم نص القانون الإسباني على أنه يجب على السلطات رعاية القصر غير المصحوبين بذويهم.
وزاد توتر الخلاف بين المغرب وإسبانيا بعدما صرحت اليوم وزيرة الدفاع الاسبانية مارجريتا روبلز، أن ما قامت به المغرب هو “اعتداء” و”ابتزاز” على حدود اسبانيا وحدود الاتحاد الأوروبي. وقالت روبلز في مقابلتها لإذاعة راديو ناشيونال الاسبانية “لن نقبل أي ابتزاز بغض النظر عن مدى صغره، وسلامة إسبانيا غير قابلة للتفاوض أو على المحك وسنستخدم جميع الوسائل اللازمة لضمان وحدة الأراضي ومراقبة الحدود”
سبب الأزمة:
وفقا لتصريحات عدد كبير من المسؤولين في إسبانيا وتفسير المحللين السياسيين لما حدث، أن المغرب خفف سيطرته على الحدود ردا على تقديم إسبانيا مساعدة طبية لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي لأنه مريض بفيروس كوفيد. وأن المغرب أقدمت على ذلك للضغط على مدريد من أجل تغيير سياستها بشأن الصحراء الغربية والذي تعتبر القضية الأولى دائما للسياسة الخارجية المغربية.
وبحسب شهادات من الشباب الذين توافدوا إلى سبتة، سجلها موقع دويتشه فيله، فإن الظروف المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعتهم إلى العبور. يقول “مصطفي – مهاجر مغربي” لدويتشه فيله أن ” جميع الشباب في المغرب مشمئزون من الوضع، فلا عمل ولا أطباء ولا مستشفيات، لا يوجد شيء ونحن مختنقون هنا” ويضيف “هل رأيت في حياتك امرأة تسلك طريق البحر وتترك أطفالها وراءها؟ كل ذلك من أجل لقمة العيش”
انتقادات حقوقية وصحفية:
أعربت العديد من المنظمات غير الحكومية الأوروبية والمغربية عن قلقها بسبب العدد الهائل من القاصرين الذين عبروا الحدود إلى سبتة، وكذلك بسبب إعادة إسبانيا لهم. نشرت صحيفة “لوموند”، أن إسبانيا تقوم بإعادة المهاجرين الواصلين إلى سبتة ومليلية منذ سنوات إلى المغرب مباشرة دون منحهم إمكانية تقديم طلب لجوء. مع أن من بينهم أسر مع أطفال صغار والعديد من المراهقين الذين قدموا بمفردهم. وكتبت الصحيفة الباريسية: “هذه الممارسات تم تكريسها في القانون الإسباني منذ عام 2015 ولا يسمح بها إلا في سبتة ومليلية”، مشيرة إلى أن تلك الممارسات أدت إلى “تعرض إسبانيا لانتقادات شديدة من قبل المنظمات غير الحكومية المعنية بحماية المهاجرين”.
واستنكر مرصد الشمال لحقوق الإنسان الغير حكومي في بيان نشره أن ” قيام الحكومة المغربية بالزج بآلاف المواطنين والمواطنات، واستغلال مآسيهم ومعاناتهم بسبب عدم قدرتها على توفير العيش الكريم لهم وتهديد السلم الاجتماعي بهدف الضغط على الحكومة الاسبانية”
ورفض السياسات العمومية في المغرب والخارجية مع الاتحاد الأوروبي ورفض قبول المغرب “سياسة تصدير الحدود التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي، وإدخاله اتفاقية اعادة القبول للمهاجرين الموقعة بمدريد سنة 1992 والتي دخلت حيز التنفيذ سنة 2013، واقامة سياج حول مدينة سبتة التي تعتبر أرضا مغربية محتلة”
كما أدان بشدة ” قيام السلطات المغربية بالزج بحياة وسلامة المواطنين والمواطنات في صراعات، عوض البحث عن حلول للمشاكل التي يعيشون تحت ضغوطها ومنها الفقر والتهميش وفشل التعليم والصحة”
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.singularReviewCountLabel }}
{{ reviewsTotal }}{{ options.labels.pluralReviewCountLabel }}
{{ options.labels.newReviewButton }}
{{ userData.canReview.message }}

الاكثر قراءة

اخر الاصدارات

فايسبوك

تويتر

اشترك في القائمة البريدية

أعزاءنا المستخدمين والمستخدمات لمنصة اللاجئين في مصر، يسعدنا أن تبقوا على إطلاع دائم على كل التحديثات الهامة المتعلقة بالأخبار اليومية والخدمات والإجراءات والقضايا والتقارير والتفاعل معها من خلال منصاتكم على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا كنتم ترغبون في الاشتراك في نشرتنا الإخبارية والإطلاع على كل جديد، سجلوا الآن.