يوم السبت الماضي ٢٣ يوليو، تم العثور على ٦٧٤ مهاجر/ة وخمسة جثث لمهاجرين متوفين على متن مركب صيد على بعد ١٢٤ ميلا من ساحل كالابريا، الحذاء الإيطالي. تم إنقاذ آخرين في الماء وأجرت سفينة تجارية والسلطات الإيطالية عمليات الإنقاذ. نُقل المهاجرين إلى مدن ساحلية في صقلية وكالابريا صباح الأحد الموافق ٢٤ يوليو ٢٠٢٢. ونقلت الجثث الخمس إلى مشرحة مستشفى مدينة ميسينا الإيطالية.
بعد إنزال الناجين إلى الشواطئ الإيطالية بدأت الشرطة التحقيق في حالات الوفاة، وسرعان ما اعتقلت خمسة مصريين تتراوح أعمارهم بين ٢١ عاما و٢٨ عاما. وبحسب الاتهام الموجه لهم من المدعي العام، واستنادا إلى بعض الشهود، قام الخمسة بقيادة رحلة الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط بضرب المهاجرين بالعصي والأحزمة. بالإضافة إلى ذلك، توفي خمسة أشخاص بسبب الجفاف المرتبط بالحرارة الشديدة ونقص مياه الشرب.
قالت عناصر الشرطة في مدينة ميسينا، بحسب ما ورد في الصحف المحلية الإيطالية، أن من بين الناجين من هذه الرحلة ٥ شباب مصريين الجنسية تعرف عليهم من كانوا في القارب على أنهم المهربين وهم من كانوا يقودون رحلة عبور المتوسط. تمت الإشارة إليهم من قبل المهاجرين الذين رأوا رفاقهم يموتون أمام أعينهم ولأيام -كما قالوا- عانوا من مضايقات من جميع الأنواع. كان كافياً أن يطلبوا الطعام أو الماء ليغضب هؤلاء الرجال الخمسة، الذين ضربوا الجميع بلا رحمة.
وتحدث المهاجرون للشرطة عن أعمال العنف التي تعرضوا لها على متن السفينة، والتي تمثلت في الضرب بالعصي أو الأحزمة، وردود الفعل التي نشأت حتى من مجرد الصراخ أو من طلبات تافهة للحصول على الطعام والماء.
من إعادة بناء الحقائق تبين أنه خلال العبور، تم تقنين موارد المياه والغذاء بشكل غير إنساني، لدرجة أن المهاجرين أجبروا على تقاسم فنجان قهوة مليء بالماء لعشرة أفراد. بسبب الحرارة الشديدة ونقص مياه الشرب، شعر العديد من المهاجرين بالمرض وقالوا إنهم رأوا رفقائهم في السفر يموتون من الحرارة والجفاف، وقد أُجبروا جميعًا على شرب مياه البحر أيضًا. على وجه الخصوص، أفاد أحدهم أنه أثناء العبور كلف أفراد طاقم قارب الصيد أحد المهاجرين بمهمة إدارة وتقنين إمدادات مياه الشرب. أثناء الرحلة، عندما رفض الشخص الذي تولى هذه المهمة القيام بها أو لم يستخدم البخل الواجب، تعرض للضرب بعنف، مما أدى إلى مزيد من التبعات غير السارة للمهاجرين المتمثلة في الخضوع لتقنين تدريجي إضافي لمياه الشرب.
ومن بعد ذلك، من يأسهم حاول البعض أن يروي عطشهم بمياه البحر أو حتى بمياه المحرك. خمسة مهاجرين لم يصمدوا أمام العطش وماتوا على بعد خطوات قليلة من الوصول لأوروبا.
بناءً على العناصر التي تم جمعها، تعرض الخمسة مصريين للاعتقال بتهمة المساعدة في الهجرة غير النظامية والوفاة نتيجة جريمة أخرى، وبعد استكمال الإجراءات الشكلية تم نقلهم لسجن مدينة ميسينا.
وبذلك وصل عدد الوفيات والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع العام الحالي ٢٠٢٢ إلى ٩٣٨، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. وبلغ عدد المصريين الواصلين للشاطئ الإيطالي إلى ٤٫٧٦٧ شخص منذ يناير وحتى ٣٠ يونيو ٢٠٢٢.