كشف تحقيق أجرته صحيفة أوبزرفر البريطانية، نشر يوم السبت 21 يناير 2023، عن اختطاف عشرات الأطفال من طالبي اللجوء من أمام فندق برايتون الذي تديره وزارة الداخلية البريطانية من قبل ما يعتقد انهم عصابات الاتجار بالبشر.
حيث وجد التحقيق أنه خلال الـ 18 شهرًا الماضية تم الإبلاغ عن 136 حالة فقدان لأطفال غير مصحوبين، 79 منهم أى أكثر من نصفهم لا يزالون في عداد المفقودين.
قال أحد المبلغين عن الحادث انة “يتم اصطحاب الأطفال حرفياً من خارج المبنى، ويختفون ولا يتم العثور عليهم. اختطفوا من الشارع من قبل مهربين”.
وقال مصدر أن عملية تهريب مماثلة شهدها فندق آخر تديره وزارة الداخلية في منطقة هايث في مقاطعة كنت وقدرت نسبة الأولاد الذين يختفون أسبوعياً بنحو 10 في المئة.
فيما أوضح التحقيق أن وزارة الداخلية قد تم تحذيرها مرارًا من أن الأطفال طالبي اللجوء الذين وصلوا مؤخرًا إلى المملكة المتحدة بدون آباء أو مقدمي رعاية سيتم استهدافهم من قبل العصابات.
قال مصدر من وزارة الداخلية لصحيفة الغارديان إنه “ليس صحيحًا” أن الأطفال غير المصحوبين بذويهم يتعرضون للخطف من فنادق تحت إدارة الوزارة، قائلة إن الأطفال أحرار في مغادرة أماكن إقامتهم.
فيما صرح آخر فى حماية الطفل إن بعض الأطفال المفقودين من فندق برايتون ربما تم الاتجار بهم في أماكن بعيدة مثل مانشستر واسكتلندا.
عقب كشف هذا التحقيق عن اختفاء الأطفال من فندق مدينة برايتون، اعترف وزير الداخلية سيمون موراي لمجلس اللوردات بأن مائتي طفل من طالبي اللجوء وضعوا في فنادق تديرها وزارة الداخلية في عداد المفقودين. وقال سيمون يوم الاثنين الماضي: تم إيواء أكثر من 4600 طفل من غير المصحوبين بذويهم فى الفنادق منذ يوليو 2021 .كانت هناك 404 حالة مفقودة ولا يزال 200 طفل فى عداد المفقودين 13 منهم دون سن ال16 وحالة واحدة فقط لفتاة.
وقال إن 88٪ من 200 طفل – 176 – هم من أصل ألباني.
علقت دكتورة شارلوت برودمان، الأكاديمية بجامعة كامبريدج ومديرة منظمة الحق في المساواة، على تويتر قائلة “إذا فُقد 200 طفل من المدرسة ومن عائلاتهم، فسيكون ذلك بمثابة عناوين الأخبار. سيكون هناك نداء عام وإنذار لإنقاذ الأطفال. ولكن عندما يختفي 200 طفل من طالبي اللجوء من الفنادق (تم اختطاف بعضهم من الشارع ووضعهم في السيارات) بالكاد تصدر الأخبار.”
فيما كتب بيتر كايل النائب العمالي بمجلس اللوردات على تويتر “هذا مروع. عندما تم وضع طالبي اللجوء الأطفال في فندق هوف قمت بزيارته. لقد أثرت مخاوف بشأن أمنهم مع وزارة الداخلية والخدمات الاجتماعية والشرطة. كان من المتوقع أن يتم خطف الأطفال بالإكراه من قبل المجرمين.”
وأضاف كايل “إنه لأمر يكسر قلوبنا أن اللا المبالاة وعدم الكفاءة من قبل وزراء الداخلية في حزب المحافظين المتعاقبين لم يتركوا الأطفال مكشوفين فحسب، بل وضعوا هدفاً على ظهورهم.”
عندما بدأت وزارة الداخلية البريطانية في استخدام فنادق كمراكز إيواء للأطفال طالبي اللجوء غير المصحوبين، أعربت المنظمات غير الحكومية مرارًا عن مخاوف بشأن اختفاء الأطفال من أماكن الإقامة وعرضت المساعدة على وزارة الداخلية في الحفاظ على سلامتهم ، لكن الحكومة رفضت هذه العروض.
وأظهرت بيانات حكومية حسب ما نشر في أكتوبر 2022 أن 222 من طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم فقدوا من الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية. فيما اعترفت الوزارة بأنه ليس لديها فكرة عن مكان وجودهم.
وبحسب النظام المتبع فى بريطانيا يقضي الأطفال الذين يصلون حديثاً إلى بريطانيا من دون ذويهم نحو 16 يوماً في فنادق الوزارة قبل نقلهم إلى مراكز رعاية في جميع أنحاء البلاد.
وفى سياق أخر تعمل حكومة سوناك على سن تشريع يسمح بترحيل طالبي اللجوء الى رواندا لتقديم طلباتهم هناك فى واحدة من خطواتها ضد حركة الهجرة غير النظامية التى تضعها على رأس أولوياتها.
حيث قالت وزيرة الداخلية البريطانية فى تصريح سابق لها “ليس لدينا القدرة الكاملة على استيعاب المهاجرين غير -النظاميين- فنحن نعاني من توفير الاقامة لهم حيث ندفع أموالا طائلة لإيوائهم في الفنادق، لن نتسامح بعد الان مع الآتين إلى بريطانيا بطرق غير قانونية”.
