كتب المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إريتريا إلي الحكومة المصرية مذكرة يوم 10 سبتمبر 2021 يعرب فيها عن قلقه الشديد بشأن خطر الإعادة القسرية لمحتجزين إريتريين في سجن القناطر.
احتُجز طالبي اللجوء الإريتريان بشكل تعسفي دون أي أساس قانوني أو إمكانية الوصول إلى إجراءات اللجوء في مصر منذ 2012 و 2013، على التوالي. والاثنان يواجهان خطر الإعادة القسرية إلى إريتريا في أي وقت، حيث سيتعرضان لخطر الاعتقال التعسفي والتعذيب.
لم ترد الحكومة المصرية على الخطابات والتوصيات التي أرسلها مسؤولين من الأمم المتحدة أو خطابات المنظمات الدولية والمحلية التي تطالب بوقف عملية الترحيل وإخلاء سبيل الرجلين وتمكينهما من التسجيل لدى مفوضية اللاجئين في مصر.
المحتجزين هما “ألم تسفاي أبراهام و كيبروم أدهانوم”. اعتقلت قوات الأمن ألم تسفاي البالغ من العمر 42 عاما عند معبر السلوم الحدودي مع ليبيا في 10 مارس 2012 ، بينما اعتقلت كيبروم أدهانوم، 37 عاما ، في 30 ديسمبر 2013 في محافظة شمال سيناء. وبحسب محاميهم، لم يتم توجيه تهم إليهم بارتكاب أي جريمة جنائية منذ ذلك الحين، وتعرضوا لضغوط متكررة للعودة “الطوعية” إلى إريتريا من قبل المسؤولين في إدارة الهجرة بوزارة الداخلية.
أوضحت مذكرة المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إريتريا التي أرسلها في يوم 10 سبتمبر 2021، ولم يتلق رد حتي الآن – أن مسؤولو السجن يضربون المحتجزين ويجبرونهم على النوم في العراء ويحبسونهم في الحبس الانفرادي ويمنعونهم من الحصول على الطعام، بما في ذلك الطعام الذي توفره المنظمات الخيرية التي تدعمهم. ويتم إجبارهما على توقيع وثائق – متوفرة باللغة العربية فقط – تفيد أنهم لم يتعرضوا لسوء المعاملة في سجن القناطر.
وفي 23 يوليو 2020، كتب ثلاثة خبراء مستقلين من الأمم المتحدة إلى الحكومة المصرية يثيرون مخاوفهم بشأن الاحتجاز التعسفي المطول للرجلين وحرمانهما من حق التماس اللجوء. وبحسب ناشط في مجال حقوق اللاجئين، بعد فترة وجيزة من هذا الاتصال، قام مسؤولو السجن بالاعتداء اللفظي والبدني على الرجلين، وهددوا بترحيلهما.
ووصفت هذه الأفعال أنها انتقامية بعد تقديم المعلومات المتعلقة بوضعهما إلى الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان.
ونقلت منظمة العفو الدولية في سبتمبر عن المحتجزين في مصر قولهما “نشعر بالرعب. الموت فقط ينتظرنا إذا تم ترحيلنا إلى إريتريا”. وقالت إن ترحيلهم سيكون انتهاكاً “خطيراً” للقانون الدولي.
على مدى العقدين الماضيين، فر مئات الآلاف من الإريتريين من البلاد وتوفي الكثير منهم أثناء محاولتهم عبور الصحراء الكبرى والبحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. الحكومة الإريترية متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك التجنيد الإجباري والاضطهاد الديني والقمع السياسي.
وفي 2018 انتحر مهاجر إريتري، رُحل قسرا من الولايات المتحدة، في مطار القاهرة بينما كان في طريقه إلى إريتريا.