بسبب عدم وجود مقابر مخصصة لهم، كان أبناء الجالية اليمنية يلجئون مؤخرا الى شراء قبر بمبلغ كبير يصل لألف وخمسمائة دولار، او دفن جثمان اقاربهم في بعض المدافن التابعة للمصريين بعيدا جدا، وهذا ان وجد من يوافق على ذلك.
وعليه قام صالح يحي عيظه أحد أبناء الجالية اليمنية بمصر وشخصياتها المعروفة ببدء جهود مبادرته الذاتية لجمع تبرعات خاصة لإيجاد مقبرة وقف للجالية اليمنية بالقاهرة بعد ان تعذر دفن الموتى اليمنيين في المقابر الشرعية ضمن المساحة التي كانت مخصصة لليمنيين و”بات اليمني لا وطن له حيا، وإذا مات لا يجد له حتى قبرا يضم جثمانه “.
ويعيش ما بين 500 ألف و700 ألف يمني في مصر طبقا لمقابلة أجرتها قبول العبسي رئيسة مؤسسة قرار للإعلام والتنمية المستدامة مع بليغ المخلافي، المتحدث الرسمي باسم سفارة الجمهورية اليمنية في مصر في القاهرة، 6 أكتوبر / تشرين الأول 2020. وهي زيادة كبيرة عن ما قبل الحرب، عندما كان ما يقرب من 70 ألفاً يقيمون في البلاد. ومع ذلك، تم تسجيل 9200 يمني فقط في مصر كطالبي لجوء أو لاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حسب ملف إحصائيتها الصادر في شهر يوليو 2020.
ويقول الدكتور صالح عيظة انه واستشعارا منه بأهمية الموضوع قام بالتعاون مع اخرين بعملية بحث سريعة وطلب تبرعات افضت الى تجميع ٥٢ ألف دولار من اجمالي المبلغ المطلوب ثمنا لثلاث قطع ارض صغيرة متلاصقة في منطقة المقابر الشرعية بالقرب من منطقة السادس من اكتوبر بالقاهرة، مساحة كل قطعة ستين متر مربع ومطلوبة بسعر اجمالي ٧٨ ألف دولار بدون حساب تكاليف اجراءات التوثيق وتسجيل العقد والتسوير وحفر القبور. وتهدف المبادرة إلى توفير تسعين قبرا.
ويعتبر هذ العمل على حد وصفه “مبادرة وجهد شخصي منه ومن آخرين” موضحا انه “بانتظار ان يبادر شخصيات ورجال اعمال من ابناء الجالية بالتبرع لإيجاد مقبرة أكبر وأوسع واشمل على نفقتهم وأنه يوجد الكثير من المقتدرين”، وكذلك يتوقع أن “تتقدم الجهات الرسمية بالطلب من الحكومة المصرية لتوفير قطعة أرض مناسبة لتكون مقبرة وقف لأبناء الجالية اليمنية”. ودعا الناشطين من ابناء الجالية اليمنية بالمساهمة في دعم هذا الجهد بمشاركة الدعوة للتبرع على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يأملون من الزملاء والزميلات الاعلاميين بالتفاعل مع هذه القضية.
المصدر: العزي العصامي
